أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "لدينا رئيس جمهوريّة جالس في بعبدا إلا أنه في الحقيقة غير موجود، كما أن لدينا رئيس حكومة تصريف أعمال، وهنا أود أن أكرّر التأكيد للجميع أن رئيس حكومة تصريف الأعمال هو رئيس حكومة ولو أن الحكومة هي تصريف أعمال، لذا لدينا رئيس حكومة جالس في السراي الحكومي وهو فعلياً غير موجود، كما أن هناك أكثريّة نيابيّة جالسة في مجلس النواب وهي فعلياً غير موجودة، وبالتالي من المؤكد "لو بدا تشتي كانت غيّمت" لذا هؤلاء "هلقد بيطلع منون" لذا "كتّر خيرن" على كل ما قاموا به في البلاد وأوصلونا إلى ما وصلنا إليه إلا أنه اليوم أصبح واضحاً اننا بحاجة ماسة لإعادة إنتاج السلطة والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إجراء انتخابات نيابيّة الآن".
في ما يتعلّق بموضوع الحكومة، لفت جعجع إلى أننا "ضعنا كما ضاع الناس جميعهم في مسألة من يتحمل المسؤوليّة ومن ليس مسؤولاً عن تعطيل التأليف، فما نشهده من مبادرات "طالعة" وأخرى "نازلة" وذهبوا والتقوا واجتمعوا والخليلين والحسنين والأنطونين ليست سوى ملهاة كبيرة في الوقت الذي نتعذّب جميعاً أشقى العذابات والجميع يرى أين أصبح اليوم الشعب اللبناني".
وشدد جعجع على أن "من يتحمّل مسؤولية تأليف الحكومة هي الأكثريّة النيابيّة لسبب بسيط وهو أنها هي من أتت برئيس الجمهوريّة وهي من كلّفت الرئيس المكلّف وهذه الأكثريّة النيابيّة جوهرها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" لذا على هاذين الحزبين أن يريا ما يجب عليهما القيام به من أجل حل هذه المسألة لا أن يطلا علينا لإسماعنا ما يقولانه، وإذا ما سألنا سؤالاً بسيطاً عن مكمن المسؤوليّة اليوم في البلاد ينبري الجميع ليقولوا وخصوصاً رئيس مجلس النواب نبيه بري أن نظامنا هو نظام برلماني وهذا أمر عظيم، فعندها من يكون المسؤول؟ إذا ما قرّر رئيس الجمهوريّة على سبيل المثال ألا يشكل الحكومة فماذا يحصل عندها؟ هل تشل البلاد؟ كما إذا ما قرّر الرئيس المكلّف ألا يقوم بتشكيل الحكومة فهل تشل البلاد أيضاً؟ ولدينا العديد من الأسئلة المشابهة، وكأننا نعيش في بلد لا مركز للسلطة فيه".
وأكّد جعجع أن "مركز السلطة في البلاد هو مجلس النواب وتحديداً الأكثريّة النيابيّة، وعليها أن ترى ما يجب عليها القيام به من أجل حل مسألة تشكيل الحكومة. إذا ما كان رئيس الجمهوريّة هو المعرقل على هذه الأكثريّة أن ترى ماذا يجب عليها القيام به باعتبار أن موقفاً سياسياً واحداً من شأنه أي ينهي القضيّة في هذه الحال، وإذا ما كان رئيس الحكومة هو الذي يعرقل فأيضاً وأيضاً على هذه الأكثريّة النيابيّة أن ترى ماذا يجب عليها القيام به من أجل حل المسألة، إلا أن ما هو حاصل اليوم هو أن "حزب الله" يريد الحفاظ على جميع تحالفاته من أجل الحفاظ على وضعيته بغض النظر عما يتعرّض له الشعب اللبناني اليوم، وأتمنى في هذا الإطار أن تعرف قواعده الشعبيّة هذا الأمر باعتبار أنه في نظر الحزب ما هم يعانون منه ليس مهماً بالنسبة له وإنما جل ما يهمّه هو الحفاظ على راحته السياسيّة عبر الاستمرار في ربط عون من هنا والحريري من هناك وذاك من هناك وهذا من هنا بغض النظر عما ينعكس هذا الأمر على البلاد".
وشدد جعجع على أن "مسؤوليّة تأليف الحكومة تقع على عاتق الأكثريّة النيابيّة وتحديداً عند تحالف "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" باعتبار أن هذا التحالف هو عصب الأكثريّة النيابية الحاليّة".
أما بالنسبة لموضوع طوابير المحروقات ومسألة انقطاع الدواء والمستلزمات الطبيّة، قال جعجع: "لم يعد مقبولاً تبعاً لأي مقياس من المقاييس ما نشهده يومياً من طوابير للذل أمام محطات الوقود التي ينتظر فيها المواطن لساعات من أجل أن يحصل على صفيحة أو نصف صفيحة من البنزين، كما ليس مقبولاً أيضاً أن يأتي بعض المواطنين لمراجعتنا في أنهم مضطرون للخضوع لغسيل الكلى ويخافون من أن ينقطع الدواء الذي يستعمل في هذا الغسيل وينامون يومياً وهم لا يدرون ما إذا كانوا سيستفيقون في اليوم التالي أم أنهم سيموتون جراء انقطاع هذا الدواء، فما سبب كل ما يتعرّض له الشعب اليوم ومن المسؤول؟ بالنسبة للمسؤوليّة فهي تقع على رئيس الجمهوريّة طالما أن لدينا رئيس جالس في قصر بعبدا، وطالما أن لدينا رئيس حكومة جالس في السراي الحكومي، بالإضافة إلى الحكومة ولو كانت حكومة تصريف أعمال فهي مسؤولة".
وتوجّه جعجع لرئيس الجمهوريّة ورئيس حكومة تصريف الأعمال وحكومة تصريف الأعمال بالقول: "أنتم المسؤولون عن كل ما يجري اليوم، والسبب أنه إذا ما هو حاصل بالشعب اللبناني اليوم لا يأتي في سياق تصريف الأعمال، فإذاً ما هو تصريف الأعمال؟ فإذا كان موت الشعب ليس من نطاق تصريف الأعمال، فما هو تصريف الأعمال أهو فقط التوقيع على المرتبات الشهريّة للموظفين؟".
وأوضح جعجع أن "سبب ما نعيشه اليوم من أزمة محروقات ودواء ومستلزمات طبيّة بسيط جداً وهو أن الدولة لا تملك المال للاستمرار بالدعم ولا يريدون أن يظهرون بمظهر غير شعبي عبر رفعهم الدعم، وكأنهم شعبويون جداً، فكل ما نراه اليوم من ازمة والسبب الكامن وراء طوابير الذل التي ينتظر فيها كل فرد منا لساعات أمام محطات الوقود هو أن رئيس الجمهوريّة ورئيس حكومة تصريف الأعمال لا يريدان رفع الدعم، وبالتالي هما يتركان الأزمات تتفاقم بشكل كبير وخطير من أجل أن يُرفع الدعم لوحده من دون أن يظهرا وكأنهما هما من رفعا الدعم غير آبهين بما يتعرّص له المواطن من إهانة بالانتظار في طوابير الذل لأشهر غير معلومة عددها، والذي سيموت مراراً وتكراراً لمرات عديدة".
وأشار جعجع إلى أن "هذا الأداء الذي نشهده اليوم في مسألة الدعم غير معقول أبداً وأنا مدرك تماماً أن ما أعلنه اليوم ليس كلاماً سياسياً إلا أنني أقوله على خلفيّة الوضع الراهن الذي أصبح خارج المعقول، فهل من المقبول أن يكون المواطن الذي هو بحاجة لغسيل للكلى أو لجراحة مستعجلة خائف من ألا تتوافر المستلزمات الطبيّة المطلوبة لعلاجه؟ وكل هذا بسبب أن الحكومة المستقيلة لا تريد أن تتخذ قراراً برفع الدعم".
وتوجّه للحكومة المستقيلة بالقول: "إما أن تجوبوا العالم وتذهبوا إلى أقاصي الدنيا لتأمين المال للدعم من أجل الإستمرار به، وإلا في حال أنتم غير قادرين على القيام بذلك فعليكم رفع الدعم فوراً، عندها يدرك المواطن أقلّه أن الدواء الذي هو بحاجة له متوفّر ولو كان بسعر باهظ ومن الممكن أن يضطر لبيع أرضه من أجل شرائه لا أن نستمر كما نحن اليوم خراباً فوقه خراب فوقه خراب حيث أن الدعم متوقف والدواء مقطوع، فكل شيء خراب بخراب كوجوههم ولا يجوز الدرك الذي وصلنا إليه أبداً".
اما بالنسبة لمسألة اللاجئين السوريين في لبنان، قال جعجع: "بعدما تم إجراء ما أسموه انتخابات في سوريا فقد قام رئيس الجمهوريّة بالاتصال ببشار الأسد وهنأه بالانتصار "الفظيع" الذي حققه في ما أسمي انتخابات، وفي هذا الإطار ما دام أن خطوط الاتصال انفتحت ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال كان قد زار سوريا عدّة مرّات حيث التقى بمسؤولين سوريين من المستويات كافة ووضع تصوراً لحل مسألة النازحين السوريين وقام بتقديمه إلى مجلس الوزراء الذي قام الموافقة عليه، فهل يمكننا أن نعرف لماذا لم تبدأ بعد مرحلة عودة اللاجئين السوريين؟ وأنا لا أطرح هذه المسألة من منظار سيادي وقومي فقط وإنما من منظار اجتماعي – اقتصادي – مالي فهل من الممكن أن يقول لنا لماذا لم تبدأ العودة ما دامت الخطوط مفتوحة؟".
ولفت جعجع إلى أنهم " عندما يريدون ترتيب مصالحهم يقومون بالاتصال مئة مرّة في اليوم الواحد بالمسؤولين السوريين، إلا أنهم بالنسبة للنازحين السوريين يقولون إن هذه مؤامرة دوليّة، عن أي مؤامرة يتحدثون؟ انتم تتواصلون معهم لذا تفضلوا وأعيدوا النازحين السوريين".
وتابع جعجع: "أقل الإيمان بعد ما حصل في الامس وأسموه انتخابات وهو فعلياً بعيد كل البعد عن الانتخابات وإنما جل ما في الأمر أنه مسرحيّة صغيرة "سمجة"، حيث قام عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في لبنان بالتصويت لصالح بشار الأسد في السفارة السوريّة، ألا يملك الأمن العام لوائح بأسماء هؤلاء؟ وهل يمكن اعتبار أن بشار الأسد يشكل خطراً على من قام بالتصويت لصالحه؟ هذه هي الصفة الأساسيّة للنازح، لذا على الأمن العام، وفي حال لم يكن لديه اللوائح يمكنه الحصول عليها من السفارة السوريّة باعتبار أن لديه علاقات مع الجميع، كما أنه على الحكومة وأتمنى أن يكون رئيس الجمهوريّة ورئيس حكومة تصريف الأعمال يسمعان ولا سيما أن كل ما نشهده يأتي في سياق تصريف الأعمال، ليقوموا بتنظيم اللوائح المطلوبة ومهما كان العدد 150 ألف 200 ألف 250 ألف فهذا أمر جيّد وأفضل من لا شيء في الوقت الراهن، وبما أنكم فتحتم العلاقات مع نظام بشار الأسد باشروا بإعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا".
واعتبر جعجع أنه "يتبيّن من مجمل ما قمنا باستعراضه أن لدينا رئيس جمهوريّة جالس في بعبدا إلا أنه حقيقة غير موجود، كما أن لدينا رئيس حكومة تصريف أعمال وهنا أود أن أجدد التأكيد للجميع أن رئيس حكومة تصريف الأعمال هو رئيس حكومة ولو تصريف أعمال، لذا لدينا رئيس حكومة جالس في السراي الحكومي وهو فعلياً غير موجود، كما أن هناك أكثريّة نيابيّة جالسة في مجلس النواب وهي فعلياً غير موجودة، وبالتالي من المؤكد "لو بدا تشتي كانت غيّمت" لذا هؤلاء "هلقد بيطلع منون" لذا "كتّر خيرن" على كل ما قاموا به في البلاد وأوصلونا إلى ما وصلنا إليه إلا أنه اليوم أصبح واضحاً اننا بحاجة ماسة لإعادة إنتاج السلطة والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إجراء انتخابات نيابيّة الآن".
واستطرد جعجع: "هناك من يقول "ما بقى حرزانة" انتخابات نيابيّة مبكرة باعتبار أن الانتخابات النيابيّة المقبلة ستُجرى في أيار المقبل، تخيلوا أنهم يريدون منا أن ننتظر لفترة 11 شهراً والوضع على ما هو عليه من هنا أحيل هذا الموضوع إلى كل عائلة لبنانيّة تسمعني الآن وكل مواطن لبناني، يريدون منا أن نستمر بالعيش على ما نحن نعيشه اليوم لمدّة 11 شهراً، أي 330 يوماً تقريباً، في انتظار الحل، وفي كل يوم أزمة جديدة ومصيبة جديدة وقصّة جديدة ورواية جديدة، لماذا يجب علينا الانتظار، وعلى أمل ماذا يجب أن ننتظر؟ خصوصاً وأن الانتخابات ستجرى في نهاية المطاف والجميع أصبح يعلم أن تشكيل حكومة "فظيعة" لن يحصل في لبنان، وإذا ما تم تأليف الحكومة فسيكون أفضل لو لم تشكّل لأنها ستكون كسابقاتها وستقوم بالسرقة أكثر وأكثر من الناس، فلماذا الانتظار إذا؟".
وتابع جعجع: "نحن بحاجة ماسة لإعادة تكوين السلطة، فهل من طريقة أخرى غير اجراء انتخابات نيابيّة؟ لماذا إذاً لا نجريها اليوم أي بعد شهر أو شهرين كحد أقصى ونكون بذلك قد وفّرنا على الشعب اللبناني 9 أو 10 أشهر من العذاب في انتظار الانتخابات، هذا إن لم يحاولوا عرقلة إجرائها في موعدها الدستوري".
وجدد جعجع التأكيد أن "مطلبنا الوحيد والأساسي والجوهري في الوقت الراهن هو انتخابات نيابيّة مبكرة باعتبار أنه ليس هناك من شيء من شأنه إنقاذ الشعب اللبناني الذي يقبع انتظاراً أمام محطات الوقود أو الذي ينتظر الحصول على دواء أو فرصة عمل سوى الذهاب إلى انتخابات نيابيّة مبكرة من أجل إحداث التغيير المطلوب في مجلس النواب لكي تبدأ عمليّة الإصلاح المطلوبة".
وختم جعجع: "لا يعتقدن أحد أن الوضع في البلاد ميؤوس منه، إلا أننا لدينا الآن مجموعة سياسيّة في السلطة ميؤوس منها بشكل كبير وعلينا أن نجد الطريق الأسرع من أجل التخلّص من هذه المجموعة".
ورداً على سؤال، عما إذا كان يطرح حل الانتخابات النيابيّة المبكرة من منطلق شخصي محض باعتبار أنه يعلم أن شعبية حزب "القوّات اللبنانيّة" بظل تموضعها في المعارضة ومهاجمتها للآخرين ستجعلها تفوز بمقاعد نيابيّة أكثر في هذه الانتخابات وليس من أجل البلد، قال جعجع: "أسمع كثيراً هذا التحليل، وأقول لدعاته ليقم أي منهم بإعطائي حلاً آخر، عندما نقوم بطرح مسألة ما أتمنى على الناس أن يقوموا بالحكم على الطرح انطلاقاً من الطرح نفسه وليس انطلاقاً من الشخص الذي يطرحه ويقومون بوضع أسباب موجبة لطرحه ما يطرح كأنه قوي أو ضعيف أو أن شعبيّته قويّة. لنقل أننا نسينا هذا الطرح، فليقدّم من لديه طرح آخر من أجل إحداث التغيير المطلوب اليوم في السلطة".
ورداً على سؤال عن عدم استقالة نواب "القوّات اللبنانيّة" من مجلس النواب وعما إذا كان الآخرون لم يقبلوا بالإستقالة معهم، قال جعجع: "لا يقبل أحد بالإستقالة معنا، استقالة النواب الذين ترونهم جالسين إلى هذه الطاولة ليس في منازلهم وإنما في جيوبهم وفي لحظة واحدة يمكنهم تقديمها، إلا أن نقوم نحن منفردين بالإستقالة فهذا الأمر من شأنه أن يفيد الفريق الآخر في السلطة ويسمح له بالبقاء في السلطة لمدّة زمنيّة أطول الامر الذي لا نريده ونحاول إقناع الآخرين إلا أنهم لم يقتنعوا حتى هذه اللحظة، وأجدد دعوة من لديه حل لإعادة إنتاج السلطة غير الانتخابات النيابيّة المبكرة ليتفضل ويطرحه علينا، ونحن والله جاهزون لأي حل من أجل عدم الإستمرار في الوضعيّة الحاليّة".
أما بالنسبة للمشاركة في الحكومة من أجل حل مسألة الوزيرين المسيحيين، قال جعجع: "هذه كلّها ملهاة كبيرة، فإذا ما تم حلّ مسألة الوزيرين المسيحيين سيأتينا عقد وزيرين مسلمين وإذا ما حلينا هذه سيأتينا مسألة الثلث المعطّل، وإذا ما حلينا مسألة الثلث المعطّل سيأتينا عقدة أخرى، ما يحصل ليس فقط ملهاة وإنما مأساة كبيرة نعيشها جميعاً كل يوم. حرام ما هو حاصل حرام، وأبعد من السياسة أقول إن رئيس الجمهوريّة والأكثريّة النيابيّة ورئيس حكومة تصريف الأعمال الذي يأتينا اليوم ليقول لا دخل لي، هم المسؤولون، صحيح أن رئيس حكومة تصريف الأعمال لا دخل له في وصول الأوضاع إلى ما وصلت إليه إلا أنه ارتضى ولم يجبره أحد أن يأتي رئيساً للحكومة في هذه الظروف لذا عليه تحمّل مسؤوليته في هذا الإطار على صعيد تصريف الأعمال، فأنا لا أدعوه لوضع خطّة عشرية عن كيفيّة تطوير تلال جبل صنين، وإنما جل ما أقوله إن هناك مسائل طارئة كالناس الذين ينتظرون أمام محطات الوقود، فهل هذه تقع ضمن إطار تصريف الأعمال أم لا؟ ما هو تصريف الأعمال إذا؟ إذا ما كان هناك مواطن سيموت غداً لأنه بحاجة لدواء مفقود فهل هذا تصريف أعمال أم لا؟ على رئيس حكومة تصريف الأعمال أن يتفضّل ويتخذ قراراً واضحاً في مسألة الدعم، فإذا ما كان قادراً على الاستمرار بالدعم ليقم بالدعم وإذا ما كان غير قادر على الاستمرار به ليرفع فوراً وعندها ترى الناس كيف عليها أن تتدبر أمورها، وعندها نتساعد جميعاً من أجل تأمين حاجيات من ليس لديه القدرة والإمكانيّة".
ورداً على سؤال عما إذا كانوا يقبلون باستيراد مادتي البنزين والمازوت من إيران التي طرحها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وحليفه مستعد للقبول بها إلا أن حلفاءكم ليسوا مستعدين للقيام بذلك، قال جعجع: "هل صدقتم هذا الأمر؟ ليقوموا باستيراد البنزين، ليتفضلوا ويقوموا بذلك، هل هناك من أحد يمنعهم عن استيراده؟ فهل المسألة عائدة لنا إذا قبلنا أم لا؟ ليقوموا باستيراده شرط ألا يكون ثمنها أكثر بعشرة أضعاف من عدم وجودها، ولكن لماذا القيام بهذا الأمر في حين أن لدينا طريقة أخرى وهي أن تتخذ الدولة قراراً في استمرار الدعم إذا ما كانت تملك المال للقيام بذلك وهنا طبعاً من دون المساس بالاحتياطي الإلزامي باعتبار أنه حرام وعيب كبير أن يقوم أحد بالمساس به لأن هذا هو ما تبقى من مال الناس".