أشار رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان، في مقابلة تلفزيونية، الى أننا "في لبنان لا نعيش أزمة حكومة بل غرور غير موصوف ونظام سياسي سقط بكل ما للكلمة من معنى، وأزمة نظام حقيقية، وما نحن بحاجة اليه هو عقد إجتماعي جديد، مالي واقتصادي جديد وعقد سياسي جديد في لبنان".
ولفت ارسلان الى أن "الإقليم كله في مكان والعالم كله في مكان، ونحن في مكان آخر، وهذه معطيات ومعلومات، ونحن لسنا متروكين بل تركنا أنفسنا، واعتدنا أن نرمي الذنب على الخارج، لا، المسؤولية تقع علينا، وكل ما حصل ويحصلهو بسبب أننا على ما نحن عليه من غرور وإباحية وفقد أخلاقي وأدبي بتولينا للمصلحة العامة تجاه المواطنين اللبنانيين".
وسأل: "أي استحقاق قدمنا عليه منذ عام 2005، إنتخابي أو حكومي أو رئاسي استطعنا أن نقوم به بشكل طبيعي؟ الجواب هو أنه لا يوجد أي استحقاق مر طبيعيا، وهذا يدل على عقم النظام في لبنان، وهذا بسبب العنصرية والفساد والمحاصصة والتقاسم لإصرار على اتباع سياسة النعامة بالتعاطي بالشأن العام".
وأكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني أن "ما يسمى باتفاق الطائف قام على عنصرين، سياسي واقتصادي، العنصر السياسي كان عبر رعاية سوريا مباشرة للإتفاق، واقتصاديا كانت على عاتق لارئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، الا أنه في العام 2005 شاء القدر أن يكون العنصرين غائبين عن الساحة اللبنانية، منذ ذلك الوقت حاولنا أن نطبق اتفاق الطائف، الا أننا رأينا أننا دائما نحتاج رعاية خارجية".
وتابع: "هذا النظام لم يستطع أن يطور نفسه ليلاقي جيل الشباب الصاعد، وهذا النظام عزز العنصرية والفساد، وهو عائق أساسي أمام التطوير، والمطلوب اليوم إنشاء دولة مركزية قوية يتساوى فيها المواطن اللبناني بالحقوق والواجبات وليس فقط في الواجبات دون إعطاء الحقوق، فالنظام القائم جعل من لبنان دولة فاسدة ومفسدة ودولة تقوم على فيديراليات طائفية ومذهبية، نحن لدينا شبه دولة، لكن ليس لدينا دولة الا بالشكل".
وأعلن أن المطلوب هو "عقد إجتماعي جديد، عقد مالي اقتصادي جديد، وعقد سياسي جديد، فما يحصل إقليميا كله في مكان ونحن بمكان آخر، والتقدم واضح بالمفاوضات الأميركية الإيرانية، التقدم واضح بمن يمثل الخليج وإيران وقطعت المفاوضات شوط كبيرا، المشهد السوري كان مفاجئ للعالم، والإنتخابات هناك وضع علامات جديدة على مستوى السياسة الإقليمية والدولية وانعكاياتها بالمنطقة".
وأضاف: "إن لم يستغل لبنان فرص التقدم الإقليمي سيفقد لبنان المبادرة، وإن لم نخرج من سياسة التلقي للمبادرة لحماية وضعنا الداخلي بما يتلاءم مع الوضع الإقليمي والدولي سيفوتنا القطار".
ودعا الى "روح المبادرة وعدم وضع لبنان بسياسة الإنتظار دون مبادرات داخلية خاصة بظل الأزمات التي أصبحت بأوج إنعكاساتها على المواطن الذي بات يكفر بكل ما هو قائم في البلد، وما أطمح اليه ليس مسألة تطيم السنة أو المسيحيين أو الدروز أو الشيعة، بل أريد أن أطمئن اللبنانيين، إن لم تجمعنا الهوية كلبنانيين فلنقل الحقيقة، وإن كانت تجمعنا كلبنانيين تفضلوا لنجتمع على الطاولة لنتفق، أو نرتضي جميعا حكما ونظاما جديدا قائما على المساواة بين اللبنانيين، أي التقدم أكثر الى الدولة المدنية، أو على البلد السلام".