اكدت اوساط قريبة من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لـ "الجمهورية" بانه ما زال يعطي فرصة للاتصالات ولمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لعلّها تتمكن من تحقيق الخرق المطلوب، الذي يوصل الى حكومة بات تأخيرها يكلّف لبنان واللبنانيين أكلافاً باهظة.
ولفتت المصادر الى انّ تعطيل تاليف الحكومة مصدره وحيد ومعروف للجميع هو رئيس الجمهورية وجبران باسيل. فرئيس الحكومة المكلف قدّم أقصى ما لديه من تسهيلات للتعجيل في تأليف الحكومة وكان وما زال متجاوباً الى اقصى الحدود مع مبادرة بري، فيما فريق رئيس الجمهورية يختلق العقدة تلو الأخرى ضمن المنحى الذي يتّبعه عبر محاولة فرض أعراف وآلية جديدة لتأليف الحكومات خلافاً للدستور وقفزاً فوق موقع رئيس الحكومة وصلاحياته.
واكدت الأوساط ان الحريري لا يمكن ان يقبل بهذا التجاوز للدستور، ولا بالمس بصلاحيات الرئاسة الثالثة، ولا بالتعاطي مع رئيس الحكومة كحرفٍ ناقص وكابن جيران لا علاقة له بتأليف الحكومة، ومحاولة تقييده بشروط تمنع عليه حق ان يختار من يشاء من الوزراء سواء أكانوا مسلمين او مسيحيين، هذا امر لا يمكن القبول بترسيخه في اي حال من الاحوال.
ورداً على سؤال عما اذا كان رئيس الحكومة المكلف بصدد تقديم تشكيلة حكومية جديدة لرئيس الجمهورية، قالت الأوساط: الحريري سبق ان أعدّ تشكيلة لحكومة كفاءات وخبرات وعَطّلها عون وباسيل، واذا كان هناك تشكيلة جديدة فلن تكون مختلفة عنها.
ولفتت الاوساط الى أنّ الحريري لن ينتظر طويلاً ولم يسلّم لهذا التعطيل المتمادي، وهو حتى الآن ينتظر ما ستؤول اليه مبادرة بري ان كانت ستفتح نافذة حل، او ستصطدم كما هي الآن بتعطيل من قبل عون وباسيل، فليتحمل المصرّ على التعطيل المسؤولية، علماً انّ خيار رئيس الحكومة المكلف بات محسوماً، فهو لا يريد ان يكون شريكاً في التعطيل، ولا شريكاً في تكريس الفراغ، وباتالي هو أصبح اقرب الى الإعتذار، لكن هذا لا يعني انّ هذا الخيار آنِي، بل هو رهن بما قد يستجد في الايام القليلة المقبلة.
واكدت الاوساط انها غير متفائلة في إمكان بلوغ تفاهم بين الحريري وعون على تشكيل حكومة. فالسبب واضح، وسبق أن اشار إليه رئيس الحكومة المكلف في ردّه على رسالة عون الى مجلس النواب، وهو أنّ رئيس الجمهورية لا يريد الحريري في رئاسة الحكومة.