أوضح عضو اللقاء التشاوري النائب فيصل كرامي، في حديث صحفي، ان "البلد لم يعد يتحمّل مزيداً من المناورات، وانا أكرّر دعوتي الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لكي يشكّل فوراً وبالتفاهم مع رئيس الجمهورية حكومة قادرة على تحمّل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة"، مشيراً الى انّ "الجميع يعلمون أنّ رئاسة الحكومة في هذه الظروف هي أشبه بكرة نار، وأنّ على من يتلقفها أن تتوافر لديه مواصفات الإطفاء بامتياز، وأنا "مش مشردق" لأعمل رئيس حكومة ولم اتكلم مع احد في هذه المسألة"، مستغرباً "كيف أنّ البعض توتَر ولجأ الى تركيب افلام وروايات لمجرد انني قمت بحركة سياسية هي طبيعية وضرورية لمن يعمل في السياسة مثلي، علماً أنّ بعض اللقاءات التي عقدتها أخيراً مع شخصيات سياسية وديبلوماسية انما تمت بناءً على دعوات وُجّهت إليّ، فهل كان المطلوب مني ان ارفضها حتى يرضى القلقون"؟.
وشدد كرامي على ان اللبنانيين من جميع الطوائف لا تهمّهم كل هذه التجاذبات العبثية حول تشكيل الحكومة، وما يعنيهم فقط هو أن يحصلوا على متطلباتهم الحياتية من دون أن يفقدوا كرامتهم، كما يحصل على سبيل المثال أمام محطات الوقود. ولقد آلمني كثيراً مشهد طوابير السيارات المصطفة أمام المحطات، فيما أصحاب الشأن يتنازعون على صلاحية هنا أو وزير هناك"، مؤكداً أنّه "ليس مسكوناً بهاجس الوصول الى رئاسة الحكومة، ولكن نحن نحتكم للدستور، وفي حال اعتذار الحريري، فإنّ من الطبيعي والتلقائي أن يكون اسمي مطروحاً، وتبقى الكلمة الأخيرة للنواب والكتل النيابية".
ولفت كرامي، الى ان "البيان الصادر عن الاجتماع الاخير للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى يصبّ في خانة الدفاع عن موقع رئاسة الحكومة وصلاحياته، اكثر مما يرمي الى التمسّك بشخص محدّد، لأنّ هذا الموقع ثابت ومن يشغله متحرّك، وهذه من المسلّمات التي نتفق فيها مع المفتي عبد اللطيف دريان والمجلس الإسلامي الشرعي"، موضحاً انّه "يتمنى النجاح لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في تشكيل حكومة تستطيع كسب ثقة الداخل اللبناني والمجتمع الدولي، علماً انّ هناك إشارات من جهات خارجية لا توحي بوجود استعداد للتعاون معه"، معتبراً انّ "من السابق لأوانه التفتيش عن بديل ما دام الحريري لم يعتذر، بل أكثر من ذلك، انا مستعد ان اساعد حيث يمكنني اذا طُلب مني ذلك".
وبيّن كرامي انّه "سبق له وان أكّد دعمه لمسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأنه يتفق معه على أنّ أي حراك خارج الآليات الدستورية وخارج التوازنات الميثاقية هو مزاح، والبلد لا يتحمّل مزيداً من المزاح، وعلينا جميعاً أن نبذل أقصى الجهود والطاقات لتذليل العقبات السياسية التي تحول دون تشكيل الحكومة، كما علينا أن نكون جاهزين للاحتكام إلى الدستور في حال تعثرت مساعي بري على رغم إيماننا بأنّه الخبير والقادر على اجتراح الحلول، ونأمل في أن يوفق في ذلك".