أكد رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين "FENASOL" كاسترو عبد الله، انه "لن نقف مكتوفي الأيدي نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار الذي تخطى حاجز الـ 15 الف ليرة لبنانية وتحويل شعبنا وفقرائه إلى طوابير طويلة من الذل والمهانة في محاولة منه لتحصيل قوته اليومي ومستلزمات معيشته".
وشدد على "ضرورة التحضير للعصيان المدني الشامل على امتداد الوطن، بعد أن استنفذنا كل أشكال التعبير الديموقراطي، من اللقاءات بالمسؤولين إلى التظاهرات والاعتصامات في ساحات العاصمة بيروت، كما في ساحات المدن الأخرى وشوارعها، وإلى إسقاط منظومة النهب والفساد والافقار والتجويع لشعبنا، وإلى وضع حد نهائي سياسات المحاصصة وتقاسم المغانم التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة على السلطة، والتي حولت البلاد إلى بقرة حلوب لتلك المنظومة ومعها الحاشية والأزلام على حساب شعب بأكمله عانى الموت والتهجير خلال سنوات الحرب الأهلية بسبب أمراء الحرب والطوائف، ازدادت معاناته في زمن اتفاق الطائف بعد أن قبض هؤلاء على زمام السلطة، فبنوا الحجر قبل البشر وزادوا من حدة المعاناة".
ولفت الى انه "ها هم اليوم اوصلوا البلاد والشعب اللبناني الى قعر الانهيار الاقتصادي والى إفلاس خزينة الدولة وتبخر كل مواردها نتيجة سياساتهم الاقتصادية والمالية وفرض الضرائب غير مباشرة التي أثقلت كاهل اللبنانيين، وكل ذلك من أجل الحفاظ على اقتصادها الريعي الذي يوفر لهم مزاريب من النهب المنظم لخيرات وثروات البلاد، وبينما كنا نصرخ داعين إلى التوجه باتجاه اقتصاد منتج تدعم الدولة فيه القطاع الصناعي ومعه الزراعة، إضافة إلى تطوير الصناعات السياحية، كانوا يدفعون الملايين لشركات أجنبية، بدءا من شركة ماكينزي، من أجل إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني باتجاه مصالحهم الضيقة، كما كانوا يعلنون عن استعدادهم لرهن الوطن وقطاعاته المنتجة نزولا عند إملاءات صندوق النقد الدولي".
وشدد عبد الله على ان "ما نعيشه اليوم هو حلقة متكاملة لمنظومة سياسية فاسدة اوصلتنا الى ما كنا نحذر منه من سنوات طويلة، من هنا دعوتنا اليوم الى العصيان المدني الشامل والتحضير له، بعد أن طفح الكيل من تلك المنظومة السياسية الفاسدة والتي لغاية اليوم تتصرف وكأنها غير معنية بما وصلت شعبنا إليه من فقر وجوع وبطالة مستشرية، ولا ننسى الكارثة الانسانية والاقتصادية الناجمة عن جريمة انفجار المرفأ، جعلتنا متقدمين فقط في بناء اطول وأضخم جيش من العاطلين عن العمل في العالم وانهيار اقتصادي ومالي واجتماعي لم يعد بالامكان تلافيه لا لشيء سوى إصرارهم كلهم على المحاصصات ومحاولة كل جهة تسجيل هدف في مرمى الآخر"، معتبراً ان "ما يؤلم ويوجع القلب هو ما بثته وسائل الإعلام أول من أمس، من صور لتلف كميات كبيرة من حليب الأطفال المخزن في المستودعات لانتهاء صلاحيته، وهو يدل على ما أشرنا إليه في مناسبات عديدة من تظاهرات واعتصامات ومؤتمرات صحافية وفي محافل عديدة الى وجود كارتيلات منظمة تعبث بالأمن والأمان الصحي والغذائي للشعب".