كان السفر الى الخارج مرّة أو مرتين في العام من الأمور الأساسية في حياة اللبناني الذي كان يعمل طيلة السنة لتكون العطلة سياحة في بلد يختاره، ولكن حالياً ومع الأزمة التي يمرّ بها لبنان وارتفاع سعر صرف الدولار أصبح هذا الأمر من سابع المستحيلات... وما زاد الطين بلّة أن شركة طيران الشرق الأوسط أعلنت أنها ستتقاضى كل ثمن بطاقة السفر بالدولار Fresh بما فيها الرسوم والضريبة!.
القانون رقم 90 الصادر بتاريخ 10/09/1991 والمعدّل بموجب القانون رقم 280تاريخ 15/12/1993 (قانون موازنة 1993) والقانون رقم 64 تاريخ 20/10/2017 وفي المادة الاولى منه، يفرض على المسافرين بطريق الجو على الرحلات التي تتعدى مسافتها 900 كلم رسم خروج قدره 50 الف ليرة لكلّ مسافر من الدرجة السياحية، 110 الاف ليرة لكل مسافر من درجة رجال الأعمال، 150 ألف ليرة لكل مسافر من الدرجة الاولى و300 ألف ليرة لكل مسافر على متن طائرة خاصة. هنا يشرح رئيس دائرة الضرائب غير المباشرة في وزارة المالية بسام مهدي لـ"النشرة" أن "القانون هو من يحدّد الرسوم وفقا للدرجة والمسافة والرحلة"، مشيرا الى أنّ "الميدل ايست برّرت تسعيرها بالدولار لأن Ayata تفرض عليها أن تدفع بالدولار".
يلفت بسام مهدي الى أنّ "الميدل ايست تتقاضى الرسوم من ضمن سعر التذكرة وبالدولار (33$= 495.000 ليرة حاليا) وتدفع بالليرة اللبنانيّة للدولة على 1515 بحسب القانون (50.000 ليرة)، ولكن وبحسب ما أعلنت الميدل ايست فإنها تقوم بحسم المبلغ من قيمة تذكرة السفر الاجمالية"، مؤكداً أننا "نحتاج الى قوانين لمعالجة هذا الامر".
في لبنان الميدل ايست تجبي الضريبة من المسافر بالدولار وتدفعها بالليرة اللبنانية للدولة على 1515 أمّا في دول العالم تجبي الميدل ايست الضريبة بالدولار من الناس وتدفعها بالدولار أيضاً، ما يعني أنها تجني أرباحاً ضخمة من هذا الموضوع.
أكثر من ذلك،فمع جني الأرباح هناك باب آخر إضافة الى الضريبة، فإن الميدل ايست وبحسب مصادر مطلعة تأخذ من المواطن ما يسمّى Fuel Surcharge من ضمن سعر تذكرة السفر، وهذا الامر تضعه أيضا تحت خانة الضريبة،والسبب هو حتى لا تضطر الى دفع عمولة للشركات التي تتعامل معها، وبالتالي يذهب هذا المبلغ الى شركة طيران الشرق الأوسط.
إذاً، تتقاضى شركة طيران الشرق الاوسط Fuelsurcharge، بحسب ما تؤكد المصادر، التي تشير الى أن "الدولة اللبنانية ومصرف لبنان يدعمان الوقود الخاص بالطائرات سنوياً بأكثر من 40 مليون دولار، وبالتالي على الشركة المذكورة أن تبيع تذكرة السفر (مدعومة) كما يحصل مع كل المواد التي تم دعمها، ولكنها في المقابل رفعت سعر تذكرة السفر وأصبحت تأخذها بالدولار ومن ضمنها Fuel Surcharge التي وضعتها في خانة الضريبة والرسوم التي تتقاضاها بالدولار وتدفعها على 1515... فلماذا لا يطبّق على الميدل ايست ما يطبّق على بقية الشركات"؟.
تذهب المصادر أبعد من ذلك لتشير الى أنه وبعد هذا المشهد أصبحت المصيبة مصيبتين، فتخيلوا الارباح التي تجنيها شركة MEA من ارتفاع سعر تذكرة السفر أولا، ومن الفارق في سعر الرسوم ومن ضريبة Fuel Surcharge، هذا كلّه والدولة على حافة الانهيار والشعب اللبناني يئن أما الميدل ايست فغارقة في جني الأرباح!.
لبنان اليوم في أمسّ الحاجة الى السواح، فلماذا لا تقوم الميدل ايست بتخفيض أسعار تذاكر السفر لجذبهم الى البلد؟، وتتساءل المصادر "ما هو الأهمّ؟ أن يربح الاقتصاد اللبناني مليار دولار مثلاً نتيجة حركة السياحة الناشطة أم الميدل ايست ملايين الدولارات مثلاً؟!.