أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الى "اننا اليوم ندخل في مأزق جديد ولم تستطع القوى السياسية التي تستولد نفسها وتستولد الازمات نفسها ان تصل الى حل للازمات التي اوقعت البلد فيها فقد ولدت طبيعة النظام التحاصصي الذي يختبأ وراء الطائفية ويقطف ثماره الاطراف المتحاصصة ، ولدت الفساد واودت بأصحاب الودائع وبالنقد الوطني، ولا يريد هؤلاء تحمل نتائج ما ارتكبته ايديهم وها هم مرةً جديدة يقفون خلف طوائفهم ويحولون المشكلة الى مشكلة طائفيه وجريمتهم الى طائفتهم التي ذهب ابناؤها ضحية لهم مرتين، مرة عندما نهبوا البلاد واوقعوا المواطنين في الازمات الاجتماعية والمعيشية واصبحوا نهباً للجوع بينما هم يتمتعون بما نهبوه من اموال وما استولوا عليه بالسرقة والغيلة ومرةً حينما حملوا ابناء طوائفهم مسؤولية هذه الجريمة".
وفي كلمة له خلال خطبة الجمعة، لفت الخطيب الى أنه "من المؤسف ان يقوم بعض ممثلي الطوائف بحماية هؤلاء المجرمين ويقوموا باعطاء الغطاء الشرعي بين مزدوجين لتتطييف المشكلة وتبرأة اخوة يوسف من الجريمة التي ارتكبوها بحق لبنان واللبنانيين وبحق العدالة التي يدعونها زوراً، ومن الملفت والجدير بالتنويه هو استمرار غفلة اللبنانيين عن حقيقة ما يحدث وعدم اعتبارهم من التجارب التي تكررت وحملت معها اسوأ النتائج على الصعيد المادي والمعنوي، وما زال سحرة فراعنة لبنان وتجار الدماء يسحرون اعين اللبنانيين عن رؤية الحقائق، يقفون وراءهم ويدافعون عن سلاخيهم".
وتابع :"ايها اللبنانيون افيقوا من غفلتكم، كيف وبعد كل ما مررتم به ومرارة ما تعانون الآن منه كيف تنتظرون ان يأتي الحل على يدي من كانوا السبب في حصولها؟ فهؤلاء يعملون وفق مصالحهم فإذا اتفقوا فلأن مصالحهم اقتضت ذلك، واذا تخاصموا فلأن مصالحهم اقتضت ذلك ولم يكن شيء من ذلك من اجلكم ، لذلك فمحال ان يكون الحل الا على ايديكم انتم وشرطه الاول ان تتحرروا من قيودكم الطائفية، وحتى اذا تظاهرتم فليكن من اجل تحقيق مطالبكم لبناء وطن القانون والمواطنة واخلعوا عنكم الشعارات والانتماءات الطائفية التي أُلبستموها، ولم تنتج سوى الحروب والخراب لكم ومزيد الارباح والغنى للصوص الهيكل الدجالين والمشعوذين، ليكن تظاهركم من اجل تأليف حكومة تنهي الانقسام وتلغي الطائفية السياسية وتعمل على تشريع قانون انتخابي خال من القيد الطائفي، وتعمل على انتخابات على هذا الاساس ومن ثم تأليف مجلس الشيوخ، وبعبارة اخرى ان كل موقف او ضغطٍ لا يصب في هذا الاتجاه هو موقف خاطئ يصب في مصلحة مفتعلي الازمات الفاسدين ويغطي على جرائمهم،ويسهم في اعطاء مزيد من الفرص للخراب ومزيد من الفساد والمعاناة لكم وللوطن".
وأكد الخطيب أنه "أمام الجريمة الموصوفة بسرقة السلع المدعومة وبيعها خارج لبنان فإننا نطالب كل اللبنانيين بالتشهير بمن يتاجر ويحتكر لقمة عيشهم ودوائهم؛ وما يؤسف له ان نشاهد اطنان من الحليب المجفف المنتهية الصلاحية في مكب النفايات فيما يجوع أطفال لبنان لاحتكار بعض التجار لاصناف الحليب المدعوم"، معتبرًا أن "التنازل بين القوى المعنية لتشكيل الحكومة ضرورة وطنية لإنقاذ البلد مما يتخبط فيه من ازمات، نخشى ان يستغلها اعداء لبنان لزعزعة الأمن وتعريض اللبنانيين لمخاطر هم بالغنى عنها، ولاسيما ان لبنان مايزال مستهدفا من العدوين الصهيوني والتكفيري ، وما نشهده من حوادث أمنية متفرقة يبعث على القلق ويفسح المجال امام تسلل الجهات المتربصة بلبنان واللبنانيين شرا، من هنا فان الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية إصلاحية اكثر من حاجة وضرورة لحفظ الأمن و الاستقرار المعيشي والاجتماعي لكل اللبنانيين".
ودعا الخطيب "الجميع الى التجاوب مع مبادرة ومساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري للخروج من النفق المظلم الذي اوصلتتا اليه سياسة المحاصصة والكيدية السياسية، ونأمل ان يسمع المعنيون صرخة عمال لبنان وهيئاته النقابية التي عبرت بالامس عن وجعها في الشارع فيتفقوا على تشكيل حكومة في العاجل تحول دون الانفجار الاجتماعي".