أشار السيد علي فضل الله، إلى أن "اللبنانيين وصلوا الى حال من التردي على الصعيد المعيشي والحياتي لم يعهدوه طوال ماضيهم القريب والبعيد والذي لامس كل مفاصل حياتهم وجعلهم غير قادرين على تأمين أبسط مقوماتها من الغذاء والدواء والطبابة والمحروقات والكهرباء والماء".
ولفت فضل الله، خلال خطبة الجمعية الى أنه "لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل بات يتهدد عماد الأمن في هذا البلد والذي عبر عنه تحذير البنك الدولي بأن الجيش اللبناني مهدد بأحد أسوأ الانهيارات المالية، ما دفع العديد من الدول الحريصة على الاستقرار الداخلي في لبنان، إلى التداعي لتأمين المواد الغذائية والطبية للجيش واحتياجاته الأمنية بما يمس على مستوى الشكل والمضمون بكرامة لبنان واللبنانيين".
وتابع :"أمام كل هذا الواقع المزري الذي وصل إليه البلد، كنا ننتظر ممن هم في مواقع المسؤولية، أن يوحدوا جهودهم ويتجاوزوا خلافاتهم وصراعاتهم التي أصبح من الواضح أنها على المواقع والحصص والمصالح الخاصة والفئوية وإن عنونت بعناوين دستورية وحقوق الطوائف والمذاهب، لكن مع الأسف، لا يزال هؤلاء يمارسون سياسة إدارة الظهر لكل ما يعاني اللبنانيون ويتعاملون كأن البلد بألف خير، لا تهزهم مشاهد الذل التي يعرض الناس لها وهم يقفون طوابير طويلة في سياراتهم بحثاً عن البنزين، أو يبحثون لاهثين عن حليب أطفال لأولادهم أو للحصول على دواء أو استشفاء وغالباً لا يجدونه".
واضاف :"إننا في مواجهة هذه الأوضاع المتردية على كل الصعد، وفي ظل انسداد أبواب الأمل داخلياً وخارجياً، نقول مجدداً لكل القوى السياسية الحاكمة في هذا البلد، كفى إذلالاً للناس الذين لم يقصروا معكم وهم من أودعوكم مواقعكم، كفى هدراً للوقت الذي يضيع سدى وأخذ يهدد مقدرات اللبنانيين ومدخراتهم، وكفى تقاذفاً للمسؤوليات، فالبلد لا تحل أزماته بالمكابرة والعناد ولا بالأسقف العالية وغير الواقعية ولا البيانات النارية ولا بالإقصاء، فهذا البلد تحل أزماته فقط بمد الجسور والحوار البناء والتنازلات المتبادلة التي تأخذ بالاعتبار مصلحة اللبنانيين وأمنهم ومستقبلهم".
وختم :"نحن في هذا المجال، ندعو ورغم كل ما جرى، بين من هم في المواقع العالية نجدد الدعوة إلى البناء على ما انتهت إليه المبادرة المطروحة من رئيس المجلس النيابي بعدما أصبح واضحاً أن لا بديل منها للوصول إلى حكومة تخرج هذا البد من الانهيار وتعيد الاعتبار إلى صورة البلد في عيون أبنائه وفي الخارج، وحتى يحصل ذلك نقول للبنانيين، إن القرار بيدكم أنتم أصحاب القرار، أنتم قادرون على تغيير هذا الواقع بوحدتكم وتكاتفكم ورفع صوتكم وتعاونكم لمواجهة أزمات هذا البلد، هم يخشون من وحدتكم لأن رهانهم الدائم والمستمر على التلاعب بغرائزكم الطائفية والمذهبية وتخويفكم من بعضكم بعضاً، وإثارة الهواجس لدى هذه الطائفة أو تلك، أو هذا المذهب أو ذاك، وهم سيرضخون عندما يجدون أن سلاح شد العصب الطائفي والمذهبي لم يعد مجدياً".