لفت رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، إلى أنّ "هذه الظروف استثنائيّة وسيّئة، ويبدو أنّ لا حلّ في المستقبل القريب، لكون الحلّ لن يأتي من الخارج. وإذا كان البعض ممّن يسمّى بالساسة الكبار يظنّون أنّ الحلّ سيكون من الخارج، فليس هناك أيّ حلّ من الخارج"، مؤكّدًا أنّ "الحلّ يجب أن يأتي من الداخل، والتسوية ليست بعيب في السياسة، التسوية هي أساس في السياسة من أجل الوطن".
وأوضح، خلال جولته على عدد من المرجعيّات الدينيّة لطائفة الموحدين الدروز، "أنّني لا أملك معطيات جديدة ترشح للتسوية ولإمكان لجم هذا الانهيار الاقتصادي والمالي"، مشيرًا إلى أنّ "الأيّام المقبلة صعبة جدًّا، وأنا كحزب مستعدّ للقيام بواجبي، لكن الأيّام المقبلة أصعب بكثير من الماضية".
وركّز جنبلاط، تعليقًا على الوضع الصحّي، على "أنّنا نواجه المرض رغم تراجعه، ولكن لا يمكننا أن ننام على حرير لأنّ العالم يتغيّر، وفي بعض الدول هناك مرض يدعى المتحوّر الهندي الّذي وصل إلى بريطانيا، ولا نعلم إن كان سيصل إلينا أو لا"، مبيّنًا أنّ "لغاية الآن، حملة التطعيم في لبنان جيّدة لكنّها ليست كافية، وهناك من أُصيب بفيروس "كورونا" ولم يعلم وشفي، ومع هذا أصبح لدينا مناعة القطيع ولو قليلة، والمهم أن نستمرّ بالتطعيم".
وأكّد أنّ "وزير الصحّة العامّة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن ممتاز، وهو الوزير الوحيد تقريبًا الّذي يعمل. هناك آخرون أيضًا يقومون بجهدهم، مثل وزيرة الخارجيّة في الحكومة المشلولة، لأنّ هناك قرارًا بشلّها. فحتّى حكومة تصريف الأعمال يمكنها أن تقوم بأعمالها وأوّلها الموازنة، ولكن هناك من يمانع أن يعمل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب". وذكر أنّ "هناك سجالًا بيننا بالسياسة، ولكن في النهاية هناك ضرورات من الأمن الوطني والصحّي والغذائي، وهي أهم من هذه السجالات جميعها".
وعن الأمن الاجتماعي، شدّد على "أنّنا نحن ذاهبون إلى الأصعب. كيف سنتضامن فيما بيننا؟ يجب أن نعتمد على المغترب الّذي ساهم، وعليه أن يساهم أكثر". ونوّه إلى أنّكم "قمتم بإنجاز في مستشفى الإيمان وعين وزين الّذي كان في المقدّمة، ومستشفى سبلين أيضًا، مع أنّ هناك من لا يريدنا فيها، ولكن تبقى منطقتنا، وفي راشيا. ولكن يلزمنا أكثر معدّات طبيّة وغيرها". ولفت إلى "أنّنا لا ننسى الخطر على الممرضين والممرضات والأطبّاء الّذين يهاجرون، ففي عين وزين 30 طبيبًا غادروا، وهي نسبة كبيرة بالنسبة إلى المستشفى الّذي يقوم بجهده، فهو الجندي الصامت من أجل الطائفة. نرى أيضًا في "الجامعة الأميركية" كيف غادر 150 طبيبًا، لذلك علينا الاتكال على عزيمتنا وأنفسنا".
كما أشار جنبلاط إلى أنّ "بالأمن الاجتماعي، لا يسعني إلّا أن أقول إنّه ليس هناك أفق لأنّهم يرفضون التسوية. ولا أعلم كيف هناك مواطن غير مسؤول هكذا ليرفض التسوية. مررنا بظروف أصعب". وتساءل: "بعد أن قتلوا كمال جنبلاط، ماذا فعلت حينها؟ ذهبت إلى الشام، وصافحت حافظ الأسد من أجل عروبة لبنان، ومن أجل جماعتي والحركة الوطنيّة اللبنانيّة، والخطر على لبنان. شو هالقصة يعني؟ وبقيت 29 عامًا حليفًا لسوريا. ويا ليت سوريا لا زالت كما كانت، لذلك التسوية ليست خطأ".
وبيّن "أنّني اليوم أكتب تغريدةً عن التسوية. أرى الشتائم من جماعة الثورة وغيرها، ولكنّها ليست بمشكلة. قل كلمتك وامش. قالها في الماضي الصحافي الكبير كامل مروة، ولا يوجد هناك أمر مستحيل، فالمطلوب تشكيل حكومة توقف الانهيار لكي تستطيع مواجهة "البنك الدولي" والمؤسّسات الدوليّة من أجل أن نأخذ قروضًا مشروطة وليست بالمجان، ولكن ليس أمامنا سوى هذا الحل".
إلى ذلك، رأى أنّ "منذ انفجار مرفأ بيروت وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونحن نقف مكاننا. نرفض وزيرًا بالزائد أو بالناقص. هذا مضحك. كلّ هذا لأنّه لا توجد دولة، و"ما حدا فاضي للبنان"، لأنّ مشاكل العالم أكبر بكثير من لبنان. ماكرون فقط قام بمجهود شرط أن نساعد أنفسنا". وشدّد على أنّ "أهمّ شيء المحافظة على التضامن الاجتماعي والأُسري والحزبي، والهدوء من بعض العناصر الحزبيّة".
وتمنّى جنبلاط على وسائل الإعلام "الإشارة إلى تجّار الدواء والبنزين والطحين واللحوم وغيرهم، وليعلنوا أنّهم مع رفع الدعم لأنّه يذهب إلى التجّار لا المواطن. نحن أوّل من قال بترشيد الدعم ووقفه، وقد وصلنا إلى وقف الدعم. بقي بعض الاحتياطي الإلزامي وهو مال المودع". وذكّر بأنّ "منذ أسبوع، أعلن حاكم "مصرف لبنان" رياض سلامة أنّنا استوردنا في السنتين الأخيرتين 20% أكثر من مصروفنا للبنزين. هو الّذي قالها، ويقوم بالدعم لأنّه مجبَر على ذلك و"الفرد براسو" من كبار التجّار".
كما أفاد بأنّ "هذا وضع الدولة اليوم، ونحن مع إعطاء المواطن المحتاج والعائلة المحتاجة البطاقة التمويلية، كما يأخذ النازح السوري من الأمم المتحدة"، سائلًا: "ما المانع في أن نقوم نحن بالبطاقة التمويلية عينها بالدولار وليس باللبناني، ونوقف دعم السلع الّتي تذهب للتجّار أو بالتهريب أو لفتح الحسابات في الخارج؟ ليس هناك جهة واحدة تأخذ الدولار، إنّما هناك شفّاطات تسحب الدولار إلى الخارج ومنها أصحاب بعض المصارف، أو بعض المتآمرين على لبنان، ومن هناك تذهب للتجّار الكبار في سوريا وغيرها".