أكّد البابا فرنسيس، في رسالة عبر الفيديو، وجّهها إلى المشاركين في مؤتمر العمل الدولي الّذي يُعقد في جينيف، أنّ "مسؤوليّتكم كبيرة، لكن الخير الّذي يمكنكم تحقيقه أكبر".
ولفت إلى أنّ "هذا المؤتمر يُعقد في مرحلة حاسمة من التاريخ الاجتماعي والاقتصادي، تطرح تحدّيات خطيرة وبعيدة المدى للعالم أجمع"، موضحًا أنّ "خلال هذه الأزمة المستمرّة، علينا أن نستمرّ في ممارسة رعاية خاصّة للخير العام. إنّ العديد من الاضطرابات المحتمَلة والمتوقَّعة لم تحدث بعد".
وركّز البابا فرنسيس على أنّ "لذلك، ستكون هناك حاجة لاتخاذ قرارات دقيقة. لقد أدّى الانخفاض في ساعات العمل في السنوات الأخيرة إلى فقدان الوظائف وتقليص يوم العمل لمن احتفظوا به. كذلك، واجهت العديد من الخدمات العامّة والعديد من الشركات، صعوبات هائلة، وواجهت بعضها خطر الإفلاس الكلّي أو الجزئي".
وأشار إلى أنّ "الرسالة الأساسيّة للكنيسة تتمثّل في مناشدة الجميع للعمل معًا، مع الحكومات والمنظّمات المتعدّدة الجهات والمجتمع المدني، لخدمة الخير العام والعناية به ولضمان مشاركة الجميع في هذا الالتزام. لا ينبغي أن يترك أحد جانبا في حوار من أجل الخير العام يهدف خصوصا إلى بناء وتعزيز السلام والثقة بين الجميع".
كما أوضح أنّ "بالإضافة إلى الفهم الصحيح للعمل، يتطلّب الخروج من الأزمة الحاليّة في ظروف أفضل تطوير ثقافة التضامن، لمواجهة ثقافة الإقصاء الّتي هي في أصل عدم المساواة والّتي تعذب العالم"، مشدّدًا على أنّ "لتحقيق هذا الهدف، سيكون من الضروري تعزيز مساهمة كلّ تلك الثقافات، مثل ثقافة السكّان الأصليّين، والثقافة الشعبيّة الّتي غالبًا ما تعتبر هامشيّة، ولكنّها تحافظ على ممارسة التضامن حيّة، والّتي هي أكثر من مجرّد أفعال سخاء عرضيّة".
من جهة ثانية، التقى البابا فرنسيس في قاعة "البركات" في القصر الرسولي في الفاتيكان، الشمامسة الدائمين في أبرشية روما. ولفت إلى أنّ "سخاء الشماس الّذي يبذل حياته من دون أن يبحث عن الصفوف الأماميّة تفوح منه رائحة الإنجيل، ويخبرنا عن عظمة تواضع الله الّذي يقوم بالخطوة الأولى ليذهب للقاء الّذين أداروا له ظهرهم. ننطلق بالتأمّل قليلًا في خدمة الشماس". وركّز على أنّ "الدرب الرئيسيّة الّتي يجب اتباعها هي تلك الّتي أشار إليها المجمع الفاتيكاني الثاني، الّذي فهم الخدمة الشماسيّة بأنّها درجة بحدّ ذاتها ودائمة في التسلسل الهرمي".