كشفت مصادر فلسطينية لـ "النشرة"، ان حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان قررت مقاطعة زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية الى بيروت التي بدأها يوم الاحد وتستمر اياما عدة، انسجاما مع الموقف السياسي "الفتحاوي" على خلفية الخلافات مع "حماس" والتي بلغت ذروتها مؤخرا بتأجيل اجتماع القاهرة الذي كان مقررا ان يجمع الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية للتوافق على خارطة لمواجهة التحديات وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
واوضحت المصادر، ان المقاطعة بدأت منذ لحظة وصول هنية الى مطار بيروت الدولي في بيروت، حيث وجهت "حماس" دعوات لحركة "فتح" وكل فصائل المنظمة للمشاركة في الاستقبال الرسمي، الا ان احدا لم يحضر منهم بعد الاتفاق فيما بينهم، على المقاطعة على خلفية الخلافات مع حركة "فتح" والسجال الاعلامي الاخير والاتهامات المتبادلة بعرقلة المصالحة ووضع الشروط والشروط المضادة، بينما لم يحضر ممثل السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور المتواجد في رام الله للمشاركة في اجتماع المجلس الثوري القنصل العام رمزي منصور كما كان متوقعا.
ووفق معلومات خاصة بـ"النشرة"، فان "حماس" دعت الى عقد اجتماع موسع بين هنية وقيادة الحركة وممثلي حركة "فتح" وفصائل "المنظمة" يوم الاربعاء المقبل في مطعم "الساحة" في بيروت، للبحث في الاوضاع الفلسطينية وتطورات القضية سياسيا وأمنيا وداخليا، في اعقاب العدوان الاسرائيلي على غزة وتأجيل لقاء القاهرة، الا ان الجميع اتفق على المقاطعة وعدم المشاركة، في وقت سيلتقي فيه هنية الامناء العامين لفصائل التحالف الفلسطيني ومنهم من يقيم في سوريا يوم الخميس للغاية ذاتها.
وقالت مصادر فلسطينية، ان قرار المقاطعة "الفتحاوي" اتخذ بعد التشاور مع رام الله، وتحديدا مع المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد ونائبه السفير دبور وامين سر حركة "فتح" في لبنان اللواء فتحي ابو العردات، الذي لم تسمح له اسرائيل بالدخول الى رام الله للمشاركة في اجتماع المجلس الثوري وبقي في الاردن منتظرا الى ان عاد امس الى بيروت لمواكبة التطورات، فيما لا يزال السفير دبور وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" لآمنة جبريل في الاردن ولم يعرف متى يعودان، وقد تضامن مع قرار المقاطعة ممثلو فصائل "المنظمة"، بما فيهم الجبهتين "الشعبية والديمقراطية" اللتان تؤيدان "حماس" في بعض من القرارات في مواجهة حركة "فتح".
واضافت المصادر ذاتها، ان قرار المقاطعة يؤشر على مدى استفحال الخلافات بين الطرفين والتي دفعت الى التباعد الى حدّ عدم التلاقي، في وقت تنظر فيه حركة "فتح" الى الزيارة بانها تأتي في توقيت غير مناسب فلسطينيا وحتى لبنانيا في ظل الازمات السياسية والمعيشية والاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون جراء الانهيارات المالية وارتفاع سعر الدولار وانعدام قيمة الليرة اللبنانية، والتي تجعل الاهتمام في الملفّ الفلسطيني غير ذي اولوية الان.
وتعتبر زيارة هنية الى لبنان الثانية في غضون أقل من عام، اذ سبق وزاره في بداية ايلول من العام الماضي 2020، والثالثة بعد زيارته الاولى قبل 27 عاما حين كان مبعدا مع المئات من قادة وكوادر حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الى "مرج الزهور" في البقاع في العام 1993.
والتقى هنية في اليوم الثاني لزيارته على رأس وفد رفيع المستوى من قيادة الحركة، كلا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، ووضعهم في تطورات القضية الفلسطينية ومناقشة اوضاع اللاجئين في مخيمات لبنان، على ان يلتقي مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وبرؤساء وممثلي الاحزاب اللبنانية ومن المرجح ان يلتقي الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وثمن هنية مواقف الدولة اللبنانية الداعمة للحقّ الفلسطيني، مشيدًا بجهود بري في تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، مستعرضا نتائج معركة سيف القدس على القضية الفلسطينية وما خلّفته من تداعيات، قائلا "إن من أهم هذه النتائج التأكيد أن القدس محور الصراع وبوصلة الأمة التي تشكل عنصر إجماع لدى شعبنا وأمتنا، وكذلك مشروع وبرنامج المقاومة الذي التف حوله الشعب الفلسطيني في ممارسته على الأرض.
وأكد هنية أن المقاومة الفلسطينية في غزة وفلسطين ستواصل الإعداد والتجهيز لمعركة التحرير الشاملة، مؤكدًا قدرتها على تحقيق انتصارات ميدانية تربك إسرائيل وتعيد الحقّ الفلسطيني لأصحابه، مشددا على ضرورة مواصلة الحراك الفلسطيني الوطني بدعم الحلفاء والأصدقاء لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، مبديًا ترحيبه بأي دور جديد لدولة الرئيس بري والدولة اللبنانية في هذا السياق. داعيا الدولة اللبنانية إلى إقرار الحقوق المدنية والإنسانية للشعب الفلسطيني بهدف تمكينه وتحقيق حياة كريمة لحين العودة والتحرير.