الكباش الروسي- الاميركي لن ينتهي على كل ملفات المنطقة، رغم لقاء الرئيسين الاميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين منذ 10 ايام في جنيف واتفاقهما على عدم التصعيد وإبقاء قواعد الاشتباك القديمة بين روسيا واميركا.
ومن ضمن الملفات التي تهم روسيا في المتوسط، ملفا لبنان وسوريا واعتبارهما مترابطين وفق ما تؤكد اوساط دبلوماسية على إطلاع بالتوجهات الروسية.
وتقول الاوساط، ان الاهتمام الروسي النفطي والكهربائي والاستثماري في كل المجالات وحتى تسليح الجيش وتجهيزه من ضمن اولويات القيادة الروسية والشركات المتعددة الاختصاصات والمهام وهي قادرة على الانجاز بأوقات قياسية.
وتؤكد ان الجانب الروسي عرض اكثر من مرة التعاون في المجال الاستثماري النفطي والكهربائي خلال تولي الرئيس سعد الحريري الحكومة الماضية والتي استقالت في العام 2019، عرض التعاون في كل المجالات الاستثمارية ولكنه لم يلق اي تجاوب.
حيث ان روسيا تعتبر النفط والكهرباء من القرارات السيادية في لبنان وتتطلب قرار سياسي كبير وحمايته في ظل الضغوط التي تمارس على لبنان ووجود معسكر اميركي كبير داخل السلطة اللبنانية، وهناك توازنات لبنانية كبيرة لا يمكن الاخلال بها سهولة.
وفي هذا السياق تكشف اوساط نيابية في 8 آذار ايضاً لـ"الديار" ايضاً ان الجانب الروسي بحث مع وفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد الاهتمامات الروسية المتعلقة بالجانب النفطي والكهربائي والنازحين وترسيم الحدود البرية والبحرية خلال زيارته منذ اشهر.
كما اخبر الجانب الروسي رعد انه عرض اكثر من مرة وخلال عقد من الزمن تسليح الجيش وانشاء معامل حديثة للكهرباء ومصافي تكرير النفط وحتى السكك الحديدية وشبكة نقل متطورة وحتى التنقيب عن النفط، لكن لا تجاوب من الجانب الرسمي اللبناني والحكومات المتعاقبة والتي ابقت العلاقة مع موسكو جامدة ولا يتصرف من دولة الى دولة.
وامس حط في لبنان، وفد ضمّ ممثّلين عن شركات استثماريّة روسيّة تُعنى بالمرافئ والنقل والطاقة في لبنان يرافقه سفير روسيا في لبنان ألكسندر روداكوف والذي التقى امس مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي.
والتقى الوفد وزيري الأشغال العامّة والنقل والطاقة والمياه ميشال نجار وريمون غجر.
وناقش المجتمعون مشروعا لإعادة إعمار مرفأ بيروت، ومشاريع اخرى لإعادة تشغيل مصفاة الزهراني في الجنوب ومصفاة البداوي في الشمال لتكرير النفط الخام، وبالتالي كفاية لبنان حاجته من المحروقات وأكثر.
وتؤكد الاوساط الدبلوماسية نفسها، ان الوفد الروسي مكلف من الدولة الروسية بإنجاز المشاريع على وجه السرعة مع تقديم تسهيلات بالدفع وخلال 6 اشهر يمكنه ان يسلم مصفاتي الزهراني وطرابلس كما يمكنه ان يحسن انتاج المعامل وتدعميها خلال 6 اشهر.
وتضع الاوساط زيارة اللقاء في إطار العرض والاستكشاف ومناقشة سبل التنفيذ ، ولكن الاهم للجانب الروسي ان تلاقي الحكومة اللبنانية العروض الروسية بالجدية المطلوبة، وان تقوم بالتشريعات الضرورية اللازمة لبدء العمل وصرف الاعتمادات، والتي ستكون ميسرة سريعاً وان لا يكون هناك جبهة داخلية لبنانية معرقلة، كما يحصل في كل تعاون بين لبنان واي دولة اخرى من المعسكر الشرقي اكان سوريا او ايران او الصين او روسيا.
بدورها تؤكد الاوساط النيابية نفسها في 8 آذار ان حزب الله وقوى 8 آذار سيتابعون بجدية وصرامة العروض الايرانية والروسية، وان مهما علت الضغوطات والحصار لا بد من ايجاد الحلول، ومهما كانت مكلفة سياسياً، لان لا يمكن الوقوف والتفرج على ما يجري ولبنان على بعد خطوات من الانفجار الكبير وكل العالم يتفرج ويضغط!