أشار رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم الى أنّه "في 28 تشرين الثاني من السنة الماضية، التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بقداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان، وحمل معه مذكّرة تكلّم فيها عن الشأن اللبناني، وعن المخاطر التي يمرّ بها لبنان سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي والمالي والإجتماعي. وقال فيها أنّنا ذاهبون نحو انهيار كبير، كما طرح وقتها فكرة حياد لبنان عن الأزمات المحيطة به للخروج من هذه الأزمة الكبرى".
وأضاف: "بفضل هذه المذكرة، بدأنا نشعر بالتحرّك الفاتيكاني في اتجاه لبنان منذ عيد الميلاد عندما وجّه قداسته رسالة خاصّة للمسيحيين في لبنان وللبنانيين عموماً، ومن ثمّ خطابه أمام السفراء والديبلوماسيين المعتمدين لدى الكرسي الرسولي الذي تحدّث في جزء منه عن لبنان أمام ممثلي دول العالم، وفي عيد الفصح عندما قام أيضاً بلفتة للبنان. كذلك في لقاءاته الأسبوعية أشار مرتين أو ثلاث مرّات الى الوضع في لبنان. واليوم أحبّ قداسته أن يجمع رؤساء الطوائف المسيحية، للإستماع إليهم، ولتكوين رؤية مسيحية موحّدة من ممثلي الكنائس لكي يقرّر كيفية التعاطي في موضوع مساعدة لبنان وإنقاذه من أزمته الحالية مع دول العالم، على ما صدر عن الكرسي الرسولي في المؤتمر الصحافي الذي عُقد أخيراً فيما يتعلّق بلقاء 1 تمّوز في الفاتيكان".
وأكد أبو كسم أن المشاركين هم عشرة قادة روحيين، وهم رؤساء أو مسؤولي الكنائس أي البطاركة الكاثوليك وبطاركة الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس، والأرمن الأرثوذكس، فضلاً عن مسؤولي الكنائس الإنجيلية، ويوم الصلاة والتفكير من أجل لبنان سيكون منقسماً الى جزئين، الأول منه مخصّص لإجتماع قداسته مع القادة الروحيين المسيحيين للتفكير والتأمّل ومناقشة الوضع العام في البلاد، وسيحمل كلّ من البطاركة ورؤساء الكنائس المسيحية ورقة بيده يطرح فيها الهواجس والمشاكل ورؤيته للحلول، وسيكون للبابا فرنسيس كلمة ختامية، وفيما يتعلّق بالبطريرك الراعي فسيضمّن ورقته مواقفه التي يُعرب عنها في عظاته ومداخلاته، والجزء الثاني سيُخصّص للتأمّل والصلاة من قبل البابا فرنسيس والبطاركة والمسؤولين عن الكنائس. وستشهد الصلاة الختامية في كاتدرائية الفاتيكان مشاركة سفراء الكرسي الرسولي والجماعات المشرقية الموجودة في الفاتيكان من رهبانيات وإرساليات، فضلاً عن العلمانيين اللبنانيين المقيمين في روما".
وأوضح الأب أبو كسم بأنّ "اللقاء في الفاتيكان هو من أجل لبنان، وليس من أجل مسيحيي لبنان، ومن أجل بقائه ومساعدته على الخروج من أزمته الحالية. لبنان بلد الرسالة، كما سمّاه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، أي لبنان بمختلف مشاربه وطوائفه ومذاهبه وشعبه ومناطقه، و أرجو عدم وضع هذه الزيارة في إطارها الضيّق، هي ليست مشروعاً لحماية المسيحيين. فالمسيحيون لا يخشون على مصيرهم في لبنان لأنّهم إذا انتهوا ينتهي كلّ لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة للمسلمين، فأي مكوّن في هذا البلد ينتهي، ينتهي لبنان. لهذا لا يقولنّ أحد، أنّ هذا المكوّن أو ذاك يخشى على نفسه، فكلّنا نكوّن لبنان، وأي مكوّن ينكسر أو يزول، يزول لبنان بكامله".
وشدد ابو كسم على أن "الفاتيكان لم يتدخّل في أي مرّة من أجل قضية تتعلّق بلبنان منذ الثمانينات وحتى يومنا هذا، إلاّ وكان تدخّله مفيداً. وبالتالي، فإنّ هذا اللقاء سيعود بالفائدة على لبنان، ربّما ليس بشكل سريع جدّاً، أي بين ليلة وضحاها، ولكن بالخير إنشالله على لبنان، وقد لا يكون له أي تأثير سريع على تشكيل حكومة في لبنان كونه لن يكون هذا الأمر موضع نقاش".