أكدت السيدة رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون أن "التحدي الأساسي في وجه وصول النساء إلى مراكز صنع القرار سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، هو ذو طابع ثقافي في المقام الأول. ففي لبنان، كما في بلدان عدة، يعتبر اتخاذ القرار عادة حكرا على الرجال. ومن المؤسف أن النساء يعتبرن غير قادرات على تولي مناصب قيادية في هذه المجالات المخصصة دائما للرجال".
واعتبرت خلال مشاركتها في "منتدى جيل المساواة" في باريس "ان القسم الأكبر من المسؤوليات الأسرية تتحمله النساء، وهذه المسؤوليات لا تتيح لهن خوض معترك الحياة السياسية والاقتصادية. ناهيك أن العوامل الثقافية السائدة في محيطهن تجعلهن أكثر عرضة من الرجال إلى الانتقادات والى التهجمات التي يثيرها التنافس الذي تفرضه الحياة السياسية".
وأشارت عون إلى أنه"من العقبات التي تعيق بشكل كبير مشاركة النساء في السياسة في لبنان، نذكر أيضا عدم توفر التمويل الكافي لهن للقيام بالحملات الانتخابية، حيث لا تتوفر للنساء في الواقع الوسائل المالية نفسها التي يملكها الرجال. ولمساعدة النساء على تخطي هذه التحديات وغيرها، تعمل الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية على صعيدين: إصلاح التشريعات التمييزية ضد النساء ووضع السياسات العامة لمحاربة التمييز الممارس ضدهن في المجالات كافة من جهة، والقيام بحملات توعوية ثقافية وإعلامية من جهة أخرى".
وختمت: "نعمل في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة على اعتماد المجلس النيابي للكوتا النسائية كإحدى الآليات الانتقالية التي من شأنها تأمين تمثيل النساء في مراكز صنع القرار، وتأمين المساواة في الأجر بين النساء والرجال، وتأمين ساعات عمل لهم/ن أكثر مرونة، وكفالة تغطية الضمان الاجتماعي للنساء تغطية لائقة لجهة تأمين حمايتهن في دورهن الإنجابي وفي رعايتهن لأطفالهن، وذلك لمساعدتهن على تأمين توازن بين حياتهن المهنية وحياتهن الخاصة...".