أشارت أوساط متابعة لصحيفة الراي الكويتية، بأن "القفل والمفتاح بعملية تشكيل الحكومة هما بيد رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي سلّم أمره لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي يخوض معارك لضمان مستقبله السياسي كمرشح أول لرئاسة الجمهورية، وتالياً فإن تشكيل الحكومة واحد من ساحات قتاله ولو بالسلاح الأبيض. وهما أيضاً في يد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي يخوض معركة التشكيل وكأنها مفصلية في تحديد مستقبله السياسي ومكانته في الداخل والخارج على حد سواء".
وفي تقدير هذه الأوساط أن باسيل يريد انتزاع ضمانة من أربعة خيارات أمامه، هي "لا حكومة، ومهما كلف الأمر، من دون إمساكه بثلث معطل صافٍ، ما يجعله رقماً صعباً في إدارة البلاد وعلى النحو الذي يضمن حظوظه الرئاسية بملاقاة استحقاق الـ2022، والمضيّ في القبض على توقيع مراسيم أي حكومة محتملة ومقايضة حليفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لضمان وعدٍ بتبنّيه مرشحاً للرئاسة، على غرار ما حظي به الرئيس عون، وعدم الممانعة في ترك المأزق الحكومي يأخذ مداه، واستخدامه سلاحاً لاستدراج الأميركيين لرفع الفيتو عنه العقوبات ومعاودة الاعتراف بمكانته، وذلك كضمانةٍ لحماية مستقبله السياسي، والرهان على أن الانهيار الشامل في البلاد سيقود إلى فوضى لن يكون في الإمكان إخمادها إلا عبر طاولة تفضي إلى ما هو أكثر من اتفاق الدوحة وأقل من اتفاق الطائف، الأمر الذي يضمن له الجلوس على رأسها كممثل أول للمسيحيين".
وأضافت الأوساط: "واحدة من أربع فرضيات يريدها باسيل، وفق هذه الأوساط، في لعبة الكر والفر فوق مسرح العمليات الحكومية الذي تبقى أضواؤه مصلتة على الحريري في حركته التي تراوح بين لاءاته الراسخة وتلويحه غير المحسوم بالاعتذار".
وتعتقد الأوساط الواسعة الاطلاع أن "الحريري في صموده أمام الشروط والضغوط المرفوعة في وجهه، يريد هو أيضاً إصابة عصفورين بحجر واحد، هما تثبيت مكانته في اللعبة السياسية كزعيم أول وبلا مُنازِع للسنّة، بعدما التف حوله رؤساء الحكومات السابقين ودار الفتوى وبعض مَن كانوا في المقلب الآخر، كما استنهاض شعبيته المتصدّعة مع العد التنازُلي للانتخابات النيابية، والإيحاء للخارج، لا سيما الإقليمي، بأن الحريري نسخة 2021، المُمْسك بورقة تشكيل الحكومة لن يفرّط أو يتراجع ولن يقدم تنازلات لعون وحزب الله، وهو ما يتيح له تالياً استعادة مكانته التي يحرص على ترميمها عبر أسفاره".
وفي رأي الأوساط أن "الحريري، الذي يحتفظ بورقة الاعتذار في جيبه، ربما لن يفرّط بها سريعاً لكنه سيكون جاهزاً لاستخدامها كخيار أخير بعد ترتيب أوراقه وعلاقاته على النحو الذي يجعل من اعتذاره مصدر قوة لا ضعف".