أكدت النائب ستريدا جعجع أن لقاء الفاتيكان أمس بين قداسة البابا فرنسيس ورؤساء الكنائس في لبنان يمثل فرصة فريدة لمساعدة لبنان واللبنانيين في محنتهم المتمادية. معتبرة ان "مبادرة الحبر الأعظم مشكورةً تعني الكثير للبنانيين من مختلف الطوائف لأنها تصب في خانة الاهتمام الدائم بلبنان الرسالة والمهدد بمخاطر داهمة. ولا بد للمواقف التي عبر ويعبر عنها غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، ليس باسم الموارنة فحسب بل باسم جميع المسيحيين واللبنانيين المحبين والمخلصين لوطنهم، ان تجد الصدى الطيب، لأنه بهذه المواقف يحمل هموم الناس ويواصل الخط النضالي التاريخي لبكركي من اجل لبنان ومن أجل الإنسان في لبنان".
ولفتت النائب جعجع خلال اجتماع الهيئة الإداريّة لـ"مؤسسة جبل الأرز" إلى أن "الوضع الذي يعيشه الشعب اللبناني لا يطاق ابداً، والأسوأ من ذلك هو سواد قلوب ووجدان وضمائر المسؤولين في الدولة الذين لا يكترثون لكل ما يعانيه الشعب من مآس ومظالم وفقر وجوع وعوز وتشرّد على أبواب المستشفيات ومحطات الوقود والأفران"، مشيرةً إلى أن "ما نشهده من مزايدات ما بين المسؤولين اليوم سببه الجوهري هو أن شغلهم الشاغل هو اللهث وراء مصالحهم السياسيّة الشخصيّة بغض النظر عن مصلحة الناس وكل ما يحاولون تسويقه عن حروب صلاحيات وما إلى هنالك لا يعدو كونه حملات شعبويّة هدفها الأول والأخير استنهاض أوضاعهم الشعبيّة المتهاوية بعد انتفاضة 17 تشرين والتبدل الكبير الذي شهده الرأي العام اللبناني".
وشددت النائب جعجع على أن "الشعب أصبح اليوم في مكان والمسؤولين لا يزالون يعيشون في غياهب الماضي، وجل ما يقومون به هو التنافس في ما بينهم للقبض على مقاليد الحكم بشكل كامل، بغية القبض على أنفاس الشعب الذي عزم الخيار على محاسبتهم في أول استحقاق ديمقراطي انتخابي".
وذكّرت النائب جعجع بأن "حزب "القوّات اللبنانيّة" كان السبّاق في دق ناقوس الخطر منذ العام 2017 وتحديداً خلال مداخلة نائب رئيس الحزب الزميل جورج عدوان خلال جلسة مناقشة الموازنة العامة في 17 تشرين الأول من ذاك العام، وقالتها "القوّات" صراحة: إذا ما استمرت السلطة في إدارة البلاد على النحو الذي كانت تديره سنصل إلى الإنهيار الكامل. ثم عاد رئيس الحزب ليدق ناقوس الخطر مجدداً من القصر الجمهوري عقب الاجتماع الاقتصادي الاستثنائي الذي عقد في 2 أيلول 2019 مطالباً بحكومة أخصائيين مستقلين لإدارة البلاد".واضافت: "وصلنا اليوم إلى ما وصلنا إليه حيث أصبح الجميع يرى أن مسألة تشكيل الحكومة ملهاة ومضيعة للوقت لن تطعم جائعاً ولن تسقي عطشاناً ولن تطبّب موجوعاً ومريضاً ولن تحرّر مال مودع من البنك ولن توقف الصعود الناري بسعر صرف الدولار ولن تؤمن فرص عمل ولن تحد من الهجرة، ونكرّر وسنبقى نكرّر نداءاتنا ولو نادينا ألف مرّة إلى الإستقالة الجماعيّة من مجلس النواب أو تقصير ولاية المجلس بغية الذهاب إلى انتخابات نيابيّة مبكرة من شأنها أن تقصّر درب معاناة الشعب اللبناني، كما نؤكد للمرّة الألف أن استقالاتنا كنواب في جيوبنا وجاهزة لحظة يلقى لنداءاتنا أي تجاوب".
وأوضحت النائب جعجع اننا "نقول كل هذا اليوم، لأن السكوت في ظل هذه الأوضاع عن الحق هو جريمة بحق الوطن والله والتاريخ، لذا أدعو جميع المسؤولين إلى قول الحقيقة كما هي والنظر بعين الموضوعيّة لما هو حاصل في البلاد بغض النظر عن أي حسابات حزبيّة أو شخصيّة". وشددت على أنه "لا قيامة للبنان من دون الحفاظ على المؤسسات والأمن والاستقرار فيه، لذا في هذه الظروف لا يمكننا سوى أن نشد على يد مؤسسة الجيش اللبناني قيادة وضباطاً وأفراداً على الجهد والتضحية الكبيرة التي تقدمها في سبيل هذا الوطن، باعتبار أن الجندي مواطن يعاني شأنه شأن أي لبناني آخر ونراه اليوم يقدّم كل ما يقدّمه في سبيل هذا الوطن واستقراره، كما لا يسعني أيضاً سوى أن أشد على يد قوى الأمن الداخلي قيادة وضباطاً وأفراداً للأسباب نفسها".