رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد نصرالله، أنّ "العلاج على جميع المستويات المتدهورة، لاسيّما الأمنيّة والاقتصاديّة منها، سياسي بامتياز، ويبدأ بتشكيل حكومة اختصاصيّين تمسك بزمام الأمور وتضع خطّةً اقتصاديّةً مقنعةً وواعدةً، تكون خارطة طريق صالحة للخروج من النفق، وإلّا فإنّ ما جرى في طرابلس من ظهور مسلّح وفلتان أمني، لن يكون السيناريو الأخير بل سيتمدّد ليطال مدنًا ومناطق أخرى".
وأوضح، في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتيّة، إلى أنّ "القوى العسكريّة والأمنيّة لن تقف متفرّجةً، وستضرب بيد من حديد لردع المخلّين بالأمن، وما كلام البعض بأنّ القوى الأمنية عاجزة عن ضبط الفلتان، سوى استسلام لمشيئة الطابور الخامس الّذي يسعى بعكس إرادة اللبنانيّين إلى اخذ لبنان إلى مكان ملتهب".
ولفت نصرالله، إلى أنّ "المطلوب واحد، حكومة اختصاصيّين مؤهّلين علميًّا وعمليًّا لمعالجة الأزمة، وسنبقى مصرّين عليها ومتمسّكين بموقفنا، انطلاقًا من كونه الأكثر اعتدالًا بين المواقف المعلَنة، والأهم للمرحلة الراهنة مقارنة مع الاقتراحات الأخرى، على أمل أن نتوصّل إلى اقناع من يعتبرون أنفسهم شركاء أساسيّين في الوطن، بضرورة الاشتراك معنا ومن منطلق الجماعة الموحّدة لتشكيل هذه الحكومة". وشدّد على أنّ "اتهام عين التينة أو كتلة "التنمية والتحرير" أو الثنائي "حركة أمل" - "حزب الله" بممارسة السياسة الشموليّة، لا قيمة له ولن يبدّل بقناعاتنا الوطنيّة وبرؤيتنا لسبل الخروج من الظلمة إلى النور".
وأكّد أنّ "تمسّك رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لتشكيل حكومة، لم يأت من العدم ولا هو في سبيل إعطاء امتياز لأحد على حساب أحد، بل أتى من منطلق الحفاظ على التوازنات السياسيّة، ومن كون الحريري الأكثر تمثيلًا في الطائفة السنية، والأكثر قدرة من وجهة نظرنا، إذا ما تعاون الجميع معه، على النجاح في المهمّة المطلوبة". وتساءل: "في حال اعتذر الحريري عن تشكيل الحكومة، كيف سيتمكّن اللبنانيّون في ظلّ الانقسام العمودي والحاد، من التوافق على شخصيّة بديلة؟ ومن سيتحمّل ساعتها مسؤوليّة الانزلاق المحتمَل للبلاد إلى فوضى عامة وشاملة؟".
كما ركّز على أنّ "برّي أكثر المدافعين عن حقوق الطوائف، وعن المناصفة والميثاقيّة والشراكة الوطنيّة والتوازنات السياسيّة بكلّ معاييرها"، معربًا عن تشاؤمه حيال الأيام المقبلة، و"يبقى الأمل بحصول معجزة تحدث خرقًا في جدار التعطيل، وإلّا سنكون على موعد حتمي مع السقوط والارتطام المدوّي".