أشارت صحيفة "الغارديان"، إلى أنه "لم يكن من المفترض أن تكون حرب الولايات المتحدة في أفغانستان فيتنام أخرى، فالقوات الأميركية قاتلت في فيتنام لمدة 8 سنوات، بينما تقاتل في أفغانستان منذ 20 عامًا"، معتبرةً أنها "كانت أطول حرب أميركية حتى الآن".
ورأت الصحيفة أن "إصرار الرئيس الأميركي، جو بايدن، على ألا يكون الانسحاب الأميركي من أفغانستان كاملا، لكن "المئات القليلة المتبقية من القوات الأميركية في أفغانستان موجودة هناك في مهمة حراسة". وأوضحت أن "التخلي عن قاعدة باغرام الجوية يوم الجمعة، يمثل النهاية الحقيقية للوجود العسكري الأميركي في البلاد".
وأفادت بأن "الدرس العسكري المستفاد من فيتنام، هو أن الولايات المتحدة لا تستطيع القيام بمكافحة تمرد، على بعد آلاف الأميال من الوطن، ضد عدو مدفوع أيديولوجيًا ومتجذر في مجتمع رأى القوات الأميركية في نهاية المطاف كقوة احتلال. لقد كان درساً مستفاداً، ثم تم نسيانه في الحماسة التي أعقبت هجمات 11 أيلول".
ويشير الكاتب إلى أنه ووفقًا للأمم المتحدة ، فإن "ما لا يقل عن 50 منطقة من مناطق أفغانستان البالغ عددها 400 قد سقطت في أيدي حركة طالبان منذ مايو/ أيار. ومع رحيل الولايات المتحدة، يحاول المدنيون الأفغان تنظيم ميليشيات للدفاع عن النفس، وللدفاع عن قراهم ضد القوات المنتظرة في الريف المحيط بهم".
كما أضافت، "أصبحت كلتا الحربين مثل الوحل، حيث سحبت المزيد والمزيد من القوات والمال والمعدات لتبرير وحماية ما تم إنفاقه أو فقدانه بالفعل. وبمجرد أن قُتل الأميركيون والأفغان من أجل طرد طالبان وفتح المدارس للفتيات ودعم الجيش، بدا الانسحاب وكأنه خيانة".
وشددت على أن "هذه العقلية أبقت على "الحرب الأبدية" مستمرة، لكن هذا لا يعني أنها لم تكن حقيقية. أولئك الذين يحملون السلاح للدفاع عن قراهم والعديد من الأفغانيات ونشطاء المجتمع المدني يشعرون الآن بالخيانة، من قبل الأمريكيين المغادرين".
ولفتت إلى أنه "مهما حدث، فإن المزيد من الموت والمعاناة أمر لا مفر منه. لن يتمكن جو بايدن والولايات المتحدة من الإفلات من درجة معينة من المسؤولية، حتى لو لم يكونوا في أفغانستان".