لا توحي اجواء الرئيس المكلف سعد الحريري العائد عصر امس الاول الى بيروت، بأنه في وارد الاعتذار، حتى ان اوساطاً رفيعة المستوى في "المستقبل" تؤكد لـ"الديار"، ان الرئيس الحريري لم يتحدث يوماً عن الإعتذار كخيار على الطاولة، او انه اخذر قرار الاعتذار والذهاب بعيداً بسبب التعطيل.
وتؤكد ان عملياً من صلب مهام اي رئيس مكلف هو التأليف، فإذا فشل يعتذر ويتنحى وهذا طبيعي. ولكن الرئيس الحريري حتى اللحظة يواصل جهوده في سياق إنتاج حكومة مهمة وانقاذية، ومعروف من يعطل ويعرقل الحلول.
وتشير الى ان لا يعيننا كل ما يتردد في الاعلام، والسيناريوهات المختلقة، وما نؤكده ان الرئيس الحريري مع الانتخابات اليوم وغداً وليحددوها و"المستقبل" جاهز.
كما تكشف الاوساط، ان لا لقاءات مبرمجة حتى اللحظة، ولكن قد يحصل اي تواصل او اي لقاء في اي لحظة ويعلن عنه في الاعلام او لا وفق التطورات.
وتشير الاوساط الى ان كما هو ثابت ان عقبات الملف الحكومي داخلية، ولم يؤكد اي طرف داخلي ان هناك عقبات خارجية.
في المقابل تؤكد اوساط رفيعة المستوى في 8 آذار لـ"الديار"، ان لم يبحث تحالف "الثنائي الشيعي" و8 آذار في اي خيار حكومي بديل للحريري، ولم يبحث احد من خارج التحالف معنا في بديل للحريري، ولم نسمع قصة "حكومة الانتخابات" وان يتولاها السفير مصطفى اديب او غيره، الا عبر الاعلام ولا نعلم من "رماها" للتداول او من يقف وراءها.
وتجزم الاوساط ان طالما الحريري لم يعتذر ويعلن تنحيه عن مواصلة التأليف فريقنا يؤيده ويدعمه .
وترجح ان يكون ترويج اخبار الاعتذار هدفه ابتزاز الرئيس المكلف من جهة لدفعه الى التنازل، او ابتزاز القوى السياسية الاخرى ووضعها تحت الضغط لتقديم التنازلات، وكل هذه المسائل طالما لا تخدم التأليف وتبقي البلد بلا حكومة، لا قيمة لها!
وبين نفي "المستقبل" وقوى 8 آذار لوجود اية سيناريوهات بديلة وجدية عن الحريري وحكومة "المهمة"، باستثناء الاخبار المتداولة للاستهلاك الاعلامي، وان الحريري يواصل مهامه ولن يعتذر، تكشف اوساط سياسية مطلعة على نشاط الدبلوماسية الايرانية في بيروت، لـ"الديار"، ان الجانب الايراني، يؤكد امام زواره ان الملف اللبناني ليس مطروحاً، على جدول اعمال اللقاءات التي حصلت وستحصل بين ايران والسعودية بوساطة عراقية.
وتشير الى ان اللقاءات الثلاثة التي جرت، وفي انتظار حصول لقاء رابع قريب في بغداد، تناولت ملف اليمن حصراً، ولم يتحدث السعودي لا من قريب او من بعيد عن الملف اللبناني او الحكومي. ولم يبد اي طرح او عرض او اي وجهة نظر او رأي، بل يظهر انه غير معني بما يجري في لبنان ولا سيما في الملف الحكومي.
وتؤكد ان الجانب الايراني يرفض الحديث عن اي ملف اخر غير الملف النووي مع اميركا، كما لم يتحدث في ملف لبنان لا من قريب او من بعيد عن الحكومة او الملف الداخلي اللبناني، بل تؤكد الدبلوماسية الايرانية، انها تؤيد ما يتفق عليه اللبنانيون وانها تثق بتقدير الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للموقف الداخلي وتؤيده في اي خطوة يتخذها محلياً.