أكد السيد علي فضل الله أن المرجع الراحل محمد حسين فضل الله كان إطفائياً للتوترات وداعياً إلى الوحدة الإسلامية والوطنية، وعدم الانصياع لمن ينشرون الهواجس بين الطوائف والمذاهب وبين دول العالم العربي والإسلامي.
وخلال إحياء الذكرى الحادية عشرة لرحيل للمرجع محمد حسين فضل الله باحتفال أقامته في قاعة الزهراء في مجمع الحسنين في حارة حريك، اشار السيد علي، الى والده كان يرى أن الطائفية ليست ديناً، هي تجمع بشري يعنون بعنوان الدين ولا يحمل قيمه، هي مرض لبنان العضال، فمنها تنبعث شرارة تهديد السلم الأهلي، ومنها تنبعث المحاصصات وعمليات نهب المال العام، وبها يحتمي الزعماء الفاسدون وحاشيتهم من العقاب، وبسببها تنطلق التحالفات مع الخارج على حساب الوطن، وفي مواجهة ذلك كان يريد أن يؤنسن الوطن، ليعيش الإنسانية في علاقات أبنائه وطوائفه بعضهم ببعض، فدعا إلى دولة المواطنة، دولة الإنسان على حساب النظام الطائفي الذي كان عرفاً ثم صار قانوناً. ولقد تحدث السيد فضل الله كثيراً عن ضرورة مواجهة الفساد الذي يتلطى خلف الشعارات الطائفية والمذهبية ويستفيد من مناخاتها، حتى كاد يتحول الفساد إلى ثقافة عامة.
وأردف: كان يخاف كثيراً على مستقبل لبنان، وكان يحذر من أن ينجح الفاسدون في مواجهة أي حركة إصلاحية... فيقول: "أن كل حركة لمواجهة الفساد الداخلي لن يكتب لها النجاح إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه في هذه الحمى العشائرية والمذهبية والطائفية التي يسهر الكثيرون على حمايتها ورعايتها على حساب البلد وأمنه الاجتماعي والسياسي ومستقبل أجياله"..
وأضاف: كان سباقاً عندما أراد للبنان أن يكون قوياً، ولذلك كان سنداً للمقاومة عندما تحملت مسؤوليتها في مواجهة الاحتلال وشكلت معلماً من معالم قوة في هذا البلد وركناً من أركان المجتمع اللبناني، تحميه من الاعتداءات الصهيونية وتشكل توازن الرعب الذي منع ويمنع العدو من ارتكاب مغامرات جديدة في لبنان.