أكد رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، أنه "وعلى مشارف موسم إصطياف نأمله حاشداً بقدوم أعداد كبيرة من المغتربين إلى ربوع الوطن، وبعد أن تمكّن لبنان من إحتواء إنتشار وباء "كورونا" بشكل ملحوظ، ها قد تطلّ موجة جديدة من الجائحة توجب علينا اليوم متابعة الجهود الحثيثة لمنع أي تراخي قد تكون نتائجه وخيمة". وأشار إلى أن "المجتمع التجاري، في مختلف مقرّات العمل ونقاط البيع، من محلات ومؤسسات ومراكز تجارية، لطالما كان قدوة في تطبيق الإجراءات الإحترازية، ومثالاً في تحمّل مسؤولياته الإجتماعية، لاسيما وأن غالبية أعضاء هذا القطاع هم في الواجهة من حيث إحتكاكهم المباشر والمكثف واليومي مع مختلف شرائح المجتمع، فكان التجار هم أول وأحرص من طبّق بروتوكول الوقاية الذي تمّ وضعه بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، لاسيما لجهة إجراء فحوصات الـPCR لكافة العاملين في القطاع، والسهر على كامل الإجراءات الإحترازية، من تعقيم وتطهير وتباعد إجتماعي وتقنين في أعداد الموظفين والزبائن، وخلافه من الضوابط الصحية".
وأوضح أنه "لكن، وللأسف، عادت أرقام الإصابات ونسبة المخاطر إلى الإرتفاع عالمياً، كما وفي لبنان، بشكل مقلق، وذلك بسبب المتحوّر الهندي "دلتا" الذى يبدو أكثر فتكاً وأسرع وأوسع إنتشاراً من سابقاته. وعليه ينبغي السهر على تكثيف الجهود المبذولة لتحصين أكبر نسبة ممكنة من المجتمع ضد الوباء للحصول على الدفاعات المطلوبة لمواجهة التهديد الجديد والداهم". ورأى أنه "إستباقاً لموسم الخريف المقبل الذي يبدو أن إنتشار الوباء قد يعود فيه بقوة، وتفادياً لإقفال عام مميت قد يقضي على القطاع التجاري نهائياً، جئت اليوم لأناشد كافة الزملاء الإستمرار في الجهود الوقائية المحمودة، لا بل التشدّد بها. وذلك من خلال توصية أرباب العمل- التجار منهم إنما أيضاً زملائنا في القطاعات الإقتصادية الأخرى، بتلقيح جميع الموظفين وبالأخص الذين هم على إحتكاك مباشر مع الزبائن Frontline Employees. فبحسب "لجنة كورونا"، أن اللقاحات باتت متوفرة مجاناً في مراكز متعددة، ومن دون الحاجة لأخذ موعد مسبق، لكل الذين تجاوزت أعمارهم الـ30".
ولفت شماس، إلى أنه "بخصوص الذين لا يزالون يرفضون التطعيم، ينبغي إلزام هؤلاء بإجراء فحص PCR دوري على نفقتهم الخاصة للسماح لهم بالإستمراية في أعمالهم ووظائفهم. ويقتضي التذكير هنا أن حالة التردّي التي وصلت إليها مستشفيات لبنان باتت كارثية، لجهة النقص الفادح في المستلزمات الطبية الضرورية كما وإنهيار جهوزية الطاقم الطبي لإستيعاب موجة أخرى من المصابين". وأوضح "أنني أنادي زملائي في القطاعات التجارية كافة، كما وفي باقي القطاعات، الإلتزام بتلك التوصيات بكل جدية، لكي نبرهن مرة أخرى مدى جهوزيتنا وإستعدادنا للسهر على مصلحة مجتمعنا، وتفادي- لا سمح الله، تفاقم الأوضاع مجدداً الى حدّ اللجوء ساعة ذاك إلى حَجْر جديد، قد يكون قاتلاً للحَجَر والبشر".