أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي، أن "الحالة التي وصلنا لها هي نتيجة تراكمية لأخطاء وخطايا متمادية في ادارة الشأن العام"، مشددا على انه "لو كان هناك رؤية وسياسة واعية في الاستحقاقات المتتالية، عوض نهج الزبائنية والمنفعة الشخصية، لما وصلنا الى ما نحن عليه اليوم".
وفي لقاءين في بلدتي بعبدا وحمانا، أشار الى انه "منذ مواجهة القوات اللبنانية للاحتلال السوري الى رفضها لما جاء بعد اتفاق الطائف، ورفضها لكل اشكال المساومات والتسويات وصولاً الى خوضها اليوم معركة عدم المس بالاحتياطي الالزامي، كثر يسألون لماذا تحملون السلم بالعرض، والجواب تحديدا كي نتحاشى الوصول الى ما هو قائم اليوم، وان عدم الجدية في ادارة شؤون الناس اوصلنا الى دولار 18 الف، ولا دواء ولا بنزين ولا كهرباء رغم هدرنا 40 مليار دولار على القطاع. من لامنا على حزمنا وحسمنا ادرك اليوم انه لا يمكن ان تكون فاسدا وان تدير شؤون الناس، لان اولوياتك تصبح الكسب المادي والتحكم بالسلطة وهي غير اولوياتهم القائمة على العيش بكرامة وحين تتضارب هذه الاولويات فالخراب حتمي".
واكد بو عاصي أن "من يغير قناعاته أو يتوهم ان الاعيبه تؤمن له ديمومة الموقع الذي يتبوأه مخطئ جدا، فالاستمرارية لا تتوفر الا بالثبات على المبادئ والقيم وبتأمين المصلحة العامة والنضال لبناء الوطن، وانا الجميع بأن قيمنا ومبادئنا وثوابتنا لن تتغير، وعلينا أن نفهم اللحظة السياسية، كالبحار الذي يدرك كيف يتعامل مع المتغيرات ولكنه يحافظ على وجهته. سنبقى على صلابتنا وتصميمنا ونظافة كفنا حتى الوصول الى بلد يستقر فيه اولادنا واحفادنا من بعدنا، لن نتغير، هذا ليس خيارنا بل هذا نحن".
وشدد بو عاصي على ان "المشكلة التي نمر بها اليوم ليست مالية ولا نقدية ولا اقتصادية ولا اجتماعية، كل هذه الامور انعكاسات للمشكلة الاساسية وهي المشكلة السياسية. الحلول المرحلية طابعها محدود أما الحل الفعلي فهو سياسي بامتياز، عبر اعادة تكوين السلطة في انتخابات برلمانية نسعى للوصول اليها باسرع وقت. 11 شهراً تفصلنا عن الانتخابات في موعدها وهي فترة طويلة جداً لشعب وضعوا رأسه تحت الماء. ولا بد من الاشارة بأننا المطالبين الوحيدين بتقريب موعد الانتخابات اذ لم يماشينا احد من الكتل البرلمانية في طرحنا. في كل الاحوال سوف تجرى الانتخابات وسوف يكون للشعب الكلمة الفصل، وعلينا البقاء على جهوزية عالية كما تعودنا وكانما الانتخابات حاصلة غدا. لم ولن تكون معركتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل بالتواصل المباشر مع الناس والاستماع والاقناع".