اعتبرتْ أوساط مطلعة لصحيفة "الراي" الكويتية، أنه و"بصرف النظر عن مآلات الحِراك الفرنسي الأميركي، فإن السابقة الديبلوماسية في العلاقات بين الدول التي شكّلها قيام سفيرتيْن بزيارةِ بلدٍ ثالث لبحث أزمة البلد المعتمدتيْن فيه لها أبعادٌ بارزة لجهة نزْع الاعتراف ضمناً بشرعية السلطة في لبنان كامتدادٍ لإشاراتٍ غربية متلاحقة إلى أن التعاطي مع غالبية الطبقة السياسية بات على قاعدة أنها أشبه بخارجة على القانون".
ودعت الأوساط نفسها "لعدم المغالاة في التوقعات حيال مآل هذه الهبّة الخارجية والتي ذهب البعض الى التوسع في تفسيرها على أنها تمهّد لمؤتمر حول لبنان يناقش أزمته في أصْلها السياسي والمتصل بتفوّق حزب الله ومن خلفه إيران في الواقع اللبناني بأبعاده الاقليمية".
واعتبرتْ أن "من التبسيط تصوير حصول تفاهم خارجي تشكل رافعته واشنطن وباريس على خريطة حلّ للأزمة اللبنانية كفيل لوحده بترجمة مرتكزاتها، وكأن الجانب الآخر والذي يُمْسك بمفاتيح اللعبة الداخلية بكليّتها أي حزب الله غير موجود، ملاحِظة أن الحزب وعبر وسائل إعلامه أطلق ما يشبه رصاصة الإنذار بإزاء محاولات إرساء شبكة ضغط دولي - عربي بما يُخشى معه ألا تُفْضي لأكثر من تحقيق توازن سلبي في الوضع اللبناني".
واعتبرت الأوساط أن "السفارتين الأميركية والفرنسية أعلنتا في بيان لهما الانتداب السياسي الذي كان بالخفاء، وأن الوجه الآخَر لهذا الموقف، كما لتقاطُع الديبلوماسية متعددة الجانب وبات الفاتيكان جزءاً منها حيال أزمة لبنان مع المرحلة البالغة الدقة في المنطقة انطلاقاً من عدم اتضاح اتجاهات الريح في الملف النووي الإيراني ومتفرعاته لجهة ترسيم النفوذ في المنطقة، يعكس أن بلاد الأرز قد تكون أمام مرحلة أشدّ قسوة من التجاذبات فيها وعليها ريثما تنقشع الرؤية في المحيط".