أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، أن "بلدنا على حافة الانهيار نتيجة أخطاء ارتكبها الحكام والمسؤولون على مر السنين، أدت إلى غياب المساءلة والمحاسبة، وانتشار الفساد في إدارات الدولة، وانهيار الإقتصاد، وتراجع الخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها، وتوجت بالإنفجار الذي أصاب عاصمتنا بيروت".
كلام عوده جاء في رسالته إلى خريجي ثانوية السيدة الأرثوذكسية، والتي ألقتها مديرة الثانوية بيسان شما عيسى في حضور الأهل والهيئتين الإدارية والتربوية ووسط اتباع إجراءات الحماية من جائحة كورونا، وجاء فيها: "لقد أنهيتم سنة لم تكن كباقي سنوات دراستكم، لأن جائحة غزت كوكبنا وألزمتنا تغيير نمط حياتنا، وأكثر المتأثرين كنتم أنتم، طالباتنا وطلابنا، فتعلمتم عن بعد وبذلتم، مع أساتذتكم، جهدا إضافيا للتأقلم مع الوضع المستجد، وإنهاء العام الدراسي بأفضل الممكن. وها أنتم تتخرجون. وما عشتموه من صعوبات لن يكون سوى ذكرى أتمنى أن لا تمر دون أن تستخلصوا منها العبر. فالحياة ليست نزهة، وبدون الصعوبات والتجارب تكون الحياة بلا طعم ولا معنى. فكل ما نمر به في حياتنا من حلو ومر، شاءه ربنا ليعلمنا ويدربنا ويصقل شخصيتنا ويغني خبرتنا، وبالتالي حياتنا".
وأضاف: "لكن الجائحة لم تكن وحدها ما نغص حياتنا. فبلدنا على حافة الإنهيار نتيجة أخطاء ارتكبها الحكام والمسؤولون على مر السنين، أدت إلى غياب المساءلة والمحاسبة، وانتشار الفساد في إدارات الدولة، وانهيار الإقتصاد، وتراجع الخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها، وتوجت بالإنفجار الذي أصاب عاصمتنا بيروت ولم تسلم مدرستكم من شظاياه".
وتابع: "كل هذا قد يكون أدخل اليأس إلى نفوسكم ونفوس ذويكم. لكن اليأس يقتل، فيما الرجاء يبث الأمل في النفوس، والرغبة في الصمود، والعمل على الخروج من النفق المظلم. لذا أدعوكم إلى التمسك بالأمل والتعلم من كل تجربة. أحبوا الله وأحبوا قريبكم الإنسان. أحبوا لبنان وكونوا أوفياء له. كونوا قدوة في الأخلاق والعلم والإبداع. لا تنجروا وراء الأضاليل والأخبار الكاذبة بل فتشوا دوما عن الحقيقة وكونوا شهودا لها. (تعرفون الحق والحق يحرركم - يوحنا). كونوا أحرارا في كل خياراتكم، غير تابعين لزعماء ومتسلطين لا ينشدون إلا مصالحهم. حكموا عقلكم عند اتخاذ أي قرار، وليكن إيمانكم بالله مرشدا لكم. إبتعدوا عن التعصب والحقد والأنانية والكبرياء، ولتكن المحبة، التي أوصانا ربنا يسوع المسيح أن نتحلى بها، النور الذي يضيء دربكم. لا تدينوا لكي لا تدانوا، بل بالحري إلتفتوا إلى الخشبة التي في عينكم قبل رؤية القشة في عين غيركم كما يقول الإنجيلي متى (7: 3)".