ما فرقه الربيع العربي والثورات الشعبية بين حزب الله و"الاخوان المسلمين" وايران، جمعته فلسطين ولا سيما انتصار "سيف القدس" الاخير بالاضافة الى رفض التطبيع والتمسك بقضية فلسطين ومواجهة تصفيتها وإسقاط حق العودة وتهويد القدس.
وبالاضافة الى البعد الاقليمي "الملتهب" والذي يوتر العلاقة بين المكونات الاسلامية السنية والشيعية في المنطقة ولبنان، يأتي البعد الداخلي لضرورة التلاقي ونبذ الفتنة ليقرب بين حزب الله و"الجماعة".
ويؤكد مطلعون على اجواء حزب الله ان التواصل مع الجماعة الاسلامية لم ينقطع، رغم بعض التباينات في الملف السوري والاقليمي. وتجري لقاءات دورية لمناقشة كل القضايا ومنها الوضع الداخلي ونبذ الفتنة والوحدة الاسلامية والعلاقة السنية – الشيعية، والنقاش في كيفية حل الازمة الداخلية والسبل الكفيلة بالخروج منها.
ويشير هؤلاء الى ان آخر لقاء جمع الطرفين على مستوى المكتب السياسي والمجلس السياسي كان منذ اسبوعين وفي خضم الانتصار المدوي للشعب والمقاومة الفلسطينيين في معركة "سيف القدس".
والاهم في هذه اللقاءات والتي لا تعلن لاسباب متعلقة بـ"الجماعة"، انها تضمن استمرار التواصل، وتثبيت توجه حزب الله الى الحوار الداخلي والتلاقي مع كل المكونات.
ويكشف المطلعون ان العلاقة ايضاً طبيعية مع تركيا وقطر والتواصل يتم على المستوى الدولي وسفراء البلدين.
في المقابل يؤكد رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" الدكتور عماد الحوت لـ"الديار" ان اللقاءات متواصلة مع حزب الله.
ويؤكد حصول اللقاء بين الطرفين منذ اسبوعين. واللقاءات عادة تتم وفق ظروفها والاهم انها تكرس التلاقي على قضية فلسطين ورفض التطبيع والحوار في الملفات الداخلية السياسية والاقتصادية.
ومحاولة ايجاد مشتركات في هذه الملفات، بينما تتمحور نقاط الاختلاف على الملف الاقليمي ودور حزب الله في الاقليم ، وكذلك الخلاف على الملف السوري.
ويشير الحوت الى ان ليس لتركيا في لبنان اي دور سياسي او امني بل دور اغاثي وحضور تركيا في الشمال اغاثي.
وينفي علمه ان يكون هناك تدخلاً تركياً في ملف الحكومة وان ما يحكى ان النائب فيصل كرامي هو مرشح انقرة غير دقيق.
وفي الملف الحكومي يؤكد الحوت، ان التلاقي مع حزب الله والمكونات السياسية الاخرى على تشكيل حكومة في اقرب وقت مطلب اساسي ومن شأنه ان يكبح جماح الانهيار.
ولكن للاسف ومنذ اللحظة لاولى لتكليف الرئيس سعد الحريري منذ 9 اشهر وعوامل الفشل في مهمته اكبر من عوامل النجاح، اولاً لجهة طموحات النائب جبران باسيل الرئاسية، وثانياً عدم وضوح مسار مفاوضات فيينا في وقتها.
واليوم ومع وصول الحريري الى باب مسدود، ها هو يتجه الى الاعتذار وكل المعطيات تؤشر الى ان الاعتذار سيكون منتصف الاسبوع المقبل ولا شيء يوحي بعكس ذلك.
ويرى الحوت ان التلاقي مع كل المكونات ولا سيما حزب الله، قد يخفف من اسباب توتر الشارع.
ولكن مع اعتذار الحريري سيكون هناك مشهد كبير في الشارع من الغضب الشعبي والذي يرى ان الحكومة كانت فرصة جيدة لفرملة الانهيار ولكن مع تلاشي الفرصة بعد 9 اشهر من التعطيل ستكون وطأته كارثية على الناس.