رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، في عظة ألقاها خلال ترأسه قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت انه "لكي ينهض بلدنا، يجب العمل على إعادة إحياء روح الله داخل أبنائه، مسؤولين ومواطنين، تلك الروح الإلهية-الإنسانية التي تحب الآخر حتى الموت، وبلا مقابل. إن عدم الأمان الذي يشعر به الإنسان يرميه في الإنشغال المضطرب بجمع الغنى والخيرات، وتكديسها، حتى لو كانت ستفسد، عساه يجد ما يؤمن حاجاته. يجب ألا ننسى أن الحضارات التي أقامت وثن الرفاهية المادية مكان الله فقدت الرجاء واندثرت. خلاص بلدنا الوحيد هو في العودة إلى الله، الأمر الذي أراد الإجتماع المسيحي في الفاتيكان أخيرا تذكيرنا به. الحل الوحيد للمشاكل يكمن في وصية لا تهتموا، وفي وضع رجائنا على الله فقط، لا على الرؤساء وبني البشر، الذين ليس عندهم خلاص (مز 146: 3). الكل بحاجة إلى عين بسيطة، عل الجميع يرون محبة الله وقوته في الخليقة كلها، وعنايته في أدق التفاصيل. أنظروا إلى طيور السماء فإنها لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في الأهراء، وأبوكم السماوي يقوتها. أفلستم أنتم أفضل منها؟ (متى 6: 26)".
وأكد ان "الكل يحتاج إلى نور الإيمان بالمسيح الذي يملأ حياتنا بالرجاء. نحن لا ننتظر رجاء من زعيم أو سياسي، وقد انهار بلدنا بسبب سوء إدارتهم وفسادهم. حتى الجريمة التي أصابت عاصمتنا ما زالت غامضة الأسباب والمسببين. بعد شهر سوف نصلي معا من أجل راحة نفوس الضحايا الأبرياء، الذين سقطوا بسبب الإنفجار، وما زالت دماؤهم تستصرخ العدالة. أملنا أن يتوصل التحقيق قريبا إلى جلاء الحقيقة، كما نأمل أن يكون الجميع في خدمة العدالة لكي ينجلي الغموض القاتل الذي يلف هذه القضية، ولكي ترتاح نفوس الضحايا الذين كانوا مفعمين بالحياة ولم يشاؤوا الموت، لكن الجريمة أودت بهم ظلما وأحرقت قلوب ذويهم".
وقال: "هؤلاء يستحقون أن يضع الجميع أنفسهم وما يعرفون بتصرف التحقيق، ولنتذكر أن لا أحد فوق القانون. وكما قلنا سابقا البريء لا يخشى شيئا ولا يتمسك بحصانته، لأن الحصانة تسقط أمام الحس بالمسؤولية الوطنية والواجب الإنساني، ولأن الشهادة أمام القاضي ليست عيبا، إنما التهرب من الإدلاء بالشهادة مريب، والتشكيك بالتحقيق نسف للتحقيق وطعن للمظلومين. حرام بل جريمة الإستهانة بأرواح اللبنانيين ودمائهم، لذلك من واجب المعنيين عدم المماطلة أو التوقف أمام أي عائق، أو الإختباء وراء أية حجة، وعدم حماية أنفسهم على حساب دماء الضحايا وألم المصابين ودمار العاصمة".