على الرغم من التحركات التي يقوم بها طلاب الشهادة الثانوية، الذين تجمعوا يوم أمس أمام منزل وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب، قبل الإنتقال في مسيرة إلى امام منزل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للمطالبة بإلغاء الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية أسوة بالمتوسطة، نظراً للظروف القاهرة التي تشهدها البلاد على كافة الأصعدة، يبدو أن الوزارة مصرّة على قرارها، حيث تؤكد مصادر معنيّة، عبر "النشرة"، أن التحضيرات اللوجستية اكتملت استعداداً لتوزيع بطاقات الترشيح على التلامذة، والامتحانات قائمة.
في هذا السياق، يشير رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي نزيه جباوي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه كان لديهم مجموعة من المطالب التي تم تقديمها إلى الوزارة، في ما يتعلق ببدل المراقبة والتصحيح، ويلفت إلى وجود مشروع قرار من المفترض أن يوقّعه وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال.
ويوضح جباوي أن هناك بدل 10 دولار أميركي عن كل يوم عمل، سواء بالمراقبة أو التصحيح، بالإضافة إلى تأمين مادة البنزين، ويؤكّد أنه على هذا الأساس أبلغ الأساتذة أنهم مع إجراء هذا الإستحقاق، لا سيما في ظلّ المشاكل التي تعرّض لها الطلاب الذين حصلوا على إفادة في العام الماضي، خصوصاً من قرّر السفر إلى الخارج.
على الرغم من ذلك، يؤكد جباوي على تفهمه موقف الطلاب الذين كان لديهم صعوبة في تلقي المنهاج، بسبب وضع الكهرباء والانترنت في لبنان، لكنهم يرى أنهم بموقفهم الحالي يضرون أنفسهم، نظراً إلى أن الشهادة بالظروف الحالية ضرورية، مع العلم أنه تم تقديم العديد من التسهيلات على مستوى الإمتحانات، سواء لناحية تقليص المنهاج أو إلغاء ست مواد مع السماح للتلميذ باختيار مادة من بينها.
يوم أمس، كشف رئيس "حركة لبنان" ايلي صليبا أن مستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال حسين قعفراني أبلغه أن دياب والمجذوب مع اجراء الامتحانات ولا تراجع عن القرار، الأمر الذي دفعه إلى الإعلان أن الطلاب سيكونوا في تصعيد سلمي في كل المناطق وأمام وزارة التربية، داعياً رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير التربية إلى تحمل المسؤولية.
في حديث لـ"النشرة"، يكشف صليبا أن قعفراني أبلغه بوجود اجماع على هذا القرار من قبل الدولة اللبنانية، ويلفت إلى أنه عندما سأله عما إذا كانوا يتحمّلون أيّ تحرّكات تصعيديّة قد يذهب إليها الطلاب، كان جوابه: "أعلى ما في خيلكم... اركبوه". ويشدد على أن التحركات مستمرة حتى تحقيق المطالب، موضحاً أنه منذ نحو الشهر يطالب الطلاب بالوصول إلى حل وسط، حيث من الممكن الذهاب إلى خيار الإمتحانات الإختياريّة، أي أن من يريد الحصول على شهادة، للتقدم إلى المدرسة الحربية أو الدراسة في الخارج على سبيل المثال، يخضع للإمتحان.
من وجهة نظر صليبا، ليس هناك من تبدّل في الظروف الإقتصادية أو الصحية أو الإجتماعية بين الشهادة المتوسطة والشهادة الثانويّة، وبالتالي كان من المفترض أن يحصل الأمر نفسه في الشهادتين، معتبراً أن التبدل في موقف الأساتذة ربما يعود إلى إغرائهم بالبدل المالي الذي وعدوا به من قبل وزارة التربية.
في المحصلة، الامتحانات قائمة بحسب ما تؤكد وزارة التربية، بينما الطلاب ذاهبون إلى المزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، الأمر الذي كانت شرارته الأولى يوم أمس أمام مبنى الوزارة، حيث وقع اشكال مع القوى الأمنية المولجة حمايته.