لم تتوقف عجائب القديس شربل عند حدود منطقة أو مكان، فالقديس الذي تخطت شهرته لبنان الى العالم جعل من عنايا مقصداً للمؤمنين من أرجاء الكون ومن مختلف الديانات والطوائف، من يقصد "شربل" ويطلب شفاعته لن يعود خائباً.
29400 أعجوبة حصلت بشفاعة القديس شربل و10% منهم مع غير معمّدين، وعادل غبار احد الذين إختبروا نعمة الشفاء على يدّ حبيس "عنايا". ويروي عبر "النشرة" أن "رحلة عائلته مع المسيحية بدأت منذ ما قبل ولادته، فكان والداه يرزقان بذكور ويموتون فور الولادة، فالتقى والده احدى المرات بامرأة أخبرته أنه إذا أنجب ذكراً فسيعمّده وسيعيش، فزار راهبان زوجته في الحلم وأبلغاها أنها سترزق بذكر وسيعمّد ويعيش، وهكذا حصل رزق الابوان بعادل غبار وتعمّد وأكمل حياته وأصبح ربّ عائلة".
يعاني عادل غبار من مشكلة حادة ما استدعى نقله على وجه السرعة الى مستشفى كمال جنبلاط وكان بوضع حرج، ويشير الى أنني "وعائلتي نؤمن بالقديس شربل فحضرت إبنتي الى العناية الفائقة حيث كنت، ووضعت مسبحة القديس شربل تحت وسادتي وفي اليوم التالي شعرت بالتحسّن وطلبت من الطبيب الخروج فأبلغني أنه لا يمكنني قبل عدّة أيام"، مضيفا: "في اليوم السادس خرجت على أن أعود لاجراء فحوصات بعد مدّة، وفي احدى المرات رأيت في الحلم مار شربل يبتسم لي واختفى، وصباح ذلك اليوم شعرت بأنني شفيت وهكذا حصل".
كل من يعاني ويقصد القديس يكفي أن يكون ايمانه بحجم "حبّة" الخردل لتحصل الاعجوبة. وهذا ما حصل مع عادل غبار حيث تستمر رحلته مع القديس شربل، ففي كلّ مرّة ينخفض مستوى الاوكسيجين في جسمه يأتيه الانذار، ويلفت عادل غبار الى أنني "أصبحت أعرف عندما يوقظني ليلا أن مستوى الاوكسيجين منخفض أضع "الاوكسيميتر" وفي لحظات يعود مستوى الاوكسيجين الى طبيعته".
الأب لويس مطر الذي يسجّل العجائب التي تحصل بشفاعة مار شربل في دير مار مارون-عنايا منذ العام 1981 يشرح أن من يتقدّس بوجعه يعطيه القديس شربل القوّة ليتحمّل الألم، ومن يعرفه بشفائه يتقدّس والأعجوبة تغيّره كلياً.
في هذا الزمن الصعب الذي نعيش فيه وحدها الصلاة واللجوء الى الله هي التي تخلّص البشر وتدلهم على طريق الخلاص، ومن يعرف القديس شربل والحياة التي عاشها يدرك أن شربل "سكران بالله" ولم يعبد سواه، ومنذ البداية كان هدفه من خلال كل ما يقوم به أن يعيد الفرح الى شعبه، وبالتالي كلّ أعجوبة تحصل تعطي روحانية جديدة وتجدّد لإيمان الناس بالربّ يسوع.