تعدّ الأزمة التي يمرّ بها لبنان واحدة من كبرى الأزمات التي مرّت على البلاد منذ عصور، فإرتفاع سعر صرف الدولار غيّر حياة اللبنانيين وأدّى الى تصاعد الأسعار بشكل كبير، لكن رغم السيئات فإن له نواحٍ إيجابية أهمها المساعدة على جذب المغتربين الى لبنان.
حضور المغترب الى لبنان سينعش دون أدنى الشكّ القطاع السياحي ويساعد على تحريك العجلة الاقتصاديّة. ولكن ورغم هذا المشهد، يشير أمين سرّ نقابة المطاعم خالد نزهة أن "وضع القطاع المطعمي صعب فعلى أي سعر صرف دولار يجب العمل؟، والكهرباء والماء تنقطعان"، لافتاً عبر "النشرة" الى أن "أصحاب المطاعم الذين لا يملكون مولدا كهربائيا خاصا بهم لا يستطيعون العمل في هذا الظرف"، مضيفا: "ازمة البنزين أثّرت أيضا والملاهي الليلية لم تفتح بشكل كامل". أما نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر فيشدّد على أن "الوضع هذا العام أفضل من السنة الماضية، حيث كان المطار يستقبل وقتذاك الأعداد القليلة وأقفلنا مدة أسبوعين بين تموز وآب للحد من إنتشار "كورونا".
الأشقر يرى عبر "النشرة" أن "قدوم المغتربين ساعد كثيرا، وهناك 450 الف لبناني بالخليج سيحضرون الى لبنان، كذلك من يعيشون في أفريقيا ويصل عددهم الى حوالي 52 الف شخص"، مضيفاً: "كان هناك حوالي 700 الف لبناني يسافرون سنوياً الى الخارج سيقومون بسياحة داخلية". في المقابل يشدد خالد نزهة على أن "المطاعم تسعّر على دولار لا يتعدى 9 الاف ليرة في حين أنه في الخارج تجاوز 23 الف ليرة"، مشددا على أن "المطاعم المتواجدة في وسط بيروت خالية هذه الأيام خصوصا الحمرا، وسط بيروت، مونو ولكن هناك حركة في مطاعم البترون، وفقرا (أي المناطق الجبلية) وهاتان المنطقتان تستقطبان أكبر عدد من عشاق السهر".
"بعد إنتشار وباء "كورونا" بتنا نجد إتجاهاً نحو المناطق النائية أكثر من العاصمة". هذا ما يلفت اليه الاشقر، مشيرا الى أن "الحجوزات في فنادق تلك المناطق أكبر"، ومضيفاً: "هناك ألفي غرفة في فنادق بيروت مقفلة نتيجة إنفجار المرفأ"، شارحاً أن "هناك أزمة تعترض قطاع الفنادق وهي انعكاس ارتفاع سعر صرف الدولار على أسعار الغرف"، لافتا الى أن "سعر الغرفة في الفندق مثلا 25$، وضمن التسعيرة يدخلتكاليف عدّةكالمازوت الّذي لم يعد مدعوماً، والكهرباء الّتي تنقطع بشكل كبير، وبهذه الحالة نحاول أن نتفاوض مع الزبون"، مشيرا الى أن "ما يساعدنا هو أن الاجنبي يدفع بالدولار نقداً، أما اللبناني المغترب فيدفع بالليرة".
إذاً، لبنان على موعد مع صيف حار،على أن اللبنانيين الذين سيحضرون سيساعدون في تحريك العجلة الاقتصاديّة، لكن تتّجه الانظار الى أزمة الكهرباء والبنزين حيث يأمل المعنيون بالقطاع السياحي ألاّ ترخي بظلالها كثيراً على موسم واعد ينتظره لبنان قد يكون بارقة أمل في ظلّ العتمة التي نعيشها!.