صحيح أننا نعيش أزمة قاسية جدا وغير مسبوقة، لكن كلنا يعرف أنها كادت أن تكون أصعب بكثير لو لم يساهم اللبنانيون في بلدان الإنتشار الذين وحدوا الجهود لمساعدة بلدهم وأهلهم في لبنان عبر مساعدات مادية وطبية وغذائية. وما يثلج القلب أن البلد غير متروك بفضل ابنائه، هذا مع العلم أن المغتربين الذين آمنوا بلبنان واستثمروا او وضعوا جنى عمرهم في البنوك اللبنانية أصيبوا بخسائر مثل المقيمين بأرزاقهم وبأموالهم، التي يحصلون على اليسير منها وعلى دفعات ايضا.
وهنا لا بدّ من السؤال كيف ساهم المغتربون في التخفيف من وطأة هذه الأزمة، ومتى ستكون لهم مشاركة فاعلة في القرار الوطني وينصَفون في الانتخابات النيابّية بدل ان يتذكرهم المسؤولون فقط ليستثمروا أموالهم في لبنان؟ وما هي مطالبهم؟.
الامين العام لمنتدى الاغتراب رئيس جمعية رجال الاعمال اللبنانيين الفرنسيين في فرنسا أنطوان منسى، قال "ان المغتربين لا يوافقون على التسليم بأن لبنان بلد مفلس، لان الدولة اللبنانية تملك اراض وموجودات، وتحتكر قطاعات حيوية مثل الكهرباء والماء والاتصالات والمواصلات. شارحا اننا نعاني من سوء ادارة المرافق العامة واحتكار في القطاعات العامة واستعمال التنفيعات السياسية والانتخابيّة، معربا عن امله بعودة المغتربين، واعتبر انه اذا دخل لتاريخه 8 الاف مغترب، في الحدّ الادنى للانفاق للفرد يدخل الى لبنان 2 مليار ونصف المليار من الدولارات "الفرِش".
من جهته رئيس غرفة استراليا ولبنان ونيوزيلندا فادي الذوقي تحدث عما يسمى بالإستثمار العاطفي، لافتا الى ان المغترب وبسبب تعلقه بالوطن يستثمر حتى في ظلّ مخاطر مرتفعة، موضحا ان اللبناني في استراليا لم يتخلَّ في لحظة عن دعم البلد منذ بداية الهجرة اللبنانية الى استراليا سنة 1870.
وتابع أن "هدفنا كغرفة هو بناء جسر اقتصادي بين لبنان واستراليا ونيوزيلندا، لتعزيز اقتصاد لبنان وايجاد فرص عمل للشباب اللبناني من خلال حثّ الاستراليين للاستعانة بالكفاءات اللبنانيّة من مهندسين واستشاريين وغيره، وبهذه الطريقة يبقى الشاب في لبنان ويتقاضى بدل اتعابه بالدولار ويدعم عائلته، كما اننا كجالية ضغطنا على الحكومة الاستراليّة للمساعدة خصوصا عقب انفجار المرفأ وبلغت المساعدات 5 مليون دولار.
الذوقي أضاف متابعًا، لقد قمنا كغرفة بشراكة وتعاون مع غرفة طرابلس والشمال، وننوي اقامة شراكات مماثلة مع مناطق لبنانية اخرى، ونعمل على تسويق لبنان ككقطاع خاص وكأفراد امام المستثمرين، ليس فقط من استراليا بل من بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وكشف أن 15 مليون مغترب في الانتشار لن يسمحوا للارهاب الاقتصادي بالنيل من البلد.
أما أمين عام الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم روجيه هاني اشار اننا تعاونا لتأمين حاجيات لبنان ليس فقط من خلال المساعدات الماديّة للأهل، بل ارسلنا مساعدات طبية وغذائية واجتماعية وحملنا مشكلة الوضع الى دول القرار عبر اجراء اتصالات واجتماعات مع اللجان المختصّة بحقوق الانسان في الامم المتحدة، ونحن على اتصال وثيق بالمنسق العام للأمم المتحدة لمساعدة الوطن، ونتمنى ان تكون مشاركتنا فاعلة في الانتخابات المقبلة ضمن قانون جديد عصري يتيح لكل مغترب ان يعبر عن صوته بسهولة.
المغتربون في دول الانتشار لا يألون جهدا في إعلاء شأن لبنان في الخارج، فمتى يقوم المسؤولون اللبنانيون بواجباتهم تجاه وطنهم وشعبهم المقهور؟!.