لم يكن إعلان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اعتذاره عن تأليف الحكومة بالمفاجئ، لكن عملياً هذه الخطوة أدخلت البلاد في منعطف جديد عنوانه إيجاد بديل عنه لتشكيل الحكومة في وقت يتشبّث نادي رؤساء الحكومات السابقين بموقفه بعدم إعطاء غطاء لأيّ شخصية سنية بديلة عن المكلّف المُعتذر... وأمام هذا المشهد يبقى السؤال الأهمّ: ماذا عن المرحلة المقبلة؟.
"حتى لو حدد رئيس الجمهورية ميشال عون موعدا للاستشارات الاثنين المقبل فإن الاتفاق على الاسم البديل لم يحصل". هذا ما يؤكده الكاتب والمحلّل السياسي جوني منيّر، لافتاً عبر "النشرة" الى أنه "ورغم أنّ الدعوة تمّت فإنه قد يصار الى تأجيل موعد الإستشارات الى موعد لاحق". أما الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي فيشرح أن "قوى داخلية قامت بمحاولات ليعتذر الحريري، ولكن مع خريطة أمان تضمن وصول سني بديل عنه الى رئاسة الحكومة ولكن هذا لم يحصل، فالحريري والسنة لن يعطوا أيّ غطاء لأيّ أحد ليكون بديلاً عنه".
يرى وسيم بزّي عبر "النشرة" أن "الرسالة الأسوأ التي تلت الإعتذار هي عمليات التخريب والتكسير في شوارع الروشة والمطاعم والقضاء على أحد مظاهر إستقبال السوّاح، الاعتداء على الجيش في طريق الجديدة، والأهم قطع الطريق بالناعمة على أهالي الجنوب"، مؤكّدا أن "خلف عدم الإتفاق مع الحريري على إسم بديل لتشكيل الحكومة حرم سنّي، وبالتالي إذا أراد أيّ أحد أن يسمّي فهذا يعني أنّه يُكلّف ولا يؤلِّف". في المقابل يشير جوني منيّر الى وجود "عدّة أسماء مطروحة ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل يميل الى جواد عدرا لتكليفه بتشكيل الحكومة و"حزب الله" لا يؤيّد الموضوع، في حين أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يفضّل التريّت خصوصا وأن هذا الاسم لن يحظى بأيّ غطاء".
"سيناريو بقاء حكومة حسّان دياب الى حين موعد الانتخابات النيابيّة وارد"، بحسب ما يلفت منيّر، الّذي يعتبر أن "سعد الحريري لن يسهّل وصول غيره في هذه المرحلة". هذا ما يؤكّده أيضًا بزّي، مشدّدا على أن "هناك أكثرية نيابية سمّت الحريري ما عادت منسجمة مع بعضها البعض، وهناك قوى تجمعت تحت حلف 8 و14 آذار أصبحت من الماضي"، مشيراً الى أن "وضع البلد سيبقى على ما هو عليه الى حين موعد الانتخابات النيابية هذا إن حصلت في الأجواء الحاليّة".
كثيرة هي السيناريوهات المطروحة للمرحلة المقبلة، لكن الأكيد أنّ نادي رؤساء الحكومات السابقين لم يعطِ الموافقة على أي اسم لترؤس الحكومة، ما يعني حتى الساعة أنّ أيّ إسم بديل عن الحريري سيعيد تجربة حكومة حسّان دياب التي لم تنجح... وخلف الكواليس كلام صريح عن أنّه ورغم الحديث عن الدعوات لإجراء إستشارات نيابيّة فإن المرجّح أكثر هو بقاء الحكومة المستقيلة الى حين موعد الانتخابات النيابيّة المقبلة، أو على أبعد تقدير الى حين نضوج تسوية ما تأتي ببديل عن المُعتذر (الحريري) يستطيع تشكيل حكومة والبدء باصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي.