أرخت الأزمة التي تمرّ بها البلاد بثقلها على القطاع الطبّي وعلى المستشفيات بشكل خاص، فكثيرة هي المشاكل التي باتت تعاني منها، أبرزها النقص الحاد في المستلزمات الطبيّة نتيجة إرتفاع سعر صرف الدولار. هذا من جهّة أما من جهة أخرى فقد أثّرت أزمة المحروقات على القطاع لدرجة أن بعض المستشفيات باتت مهددة بالاقفال إن لم تحل هذه الازمة...
فقدان مادة المازوت
عندما تبحث في أساس مشكلة المستشفيات لا تعرف من أين تبدأ، ولكن الواضح أن قضية فقدان مادة المازوت هي جزء أساسي. إذ يؤكد نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أن "بعضها تعاني من نقص في هذه المادة تصل الى حدّ فقدانها، وهي أبلغته أنها خلال أيام سينفد المخزون لديها وبالتالي هي مهدّدة بالاقفال، نظرا لعدم قدرتها على الشراء من السوق السوداء"، ليعود ويلفت الى أننا "كنا طرحنا الموضوع مع مدير عام النفط اورور فغالي التي أبدت استعدادها للتعاون وتزويد المستشفيات بمادة المازوت من مصفاة الزهراني ولكن حتى الساعة لم يحصل أي شيء".
بدورها مدير عام النفط أورور فغالي تؤكد عبر "النشرة" استعدادها للمساعدة على حل المشكلة، وتشير الى أنها "سبق وطلبت من هارون تزويد المديريّة بأسماء المستشفيات الكبرى التي تحتاج الى مازوت مع عدد الأسرة ولم يصلنا أي شيء".
أسعار مضاعفة
فقدان المازوت من المستشفيات ليست المشكلة الوحيدة. فبحسب هارون "التجّار يسلّمون المستلزمات الطبّية على سعر الدولار في السوق السوداء، وبعضهم يستفيد من الدعم ولا يسلموننا على السعر المدعوم، وفي أغلب الأحيان الثمن يكون مضاعفاً أو أكثر بثلاثة أضعاف"، مشيرا الى أننا لا نستطيع الاستمرار في ظل هذا الواقع لأنّ المريضى الذي يحتاج الى جراحة يدفع الثمن بالفروقات".
الاستيراد توقف!
على هذا الكلام تردّ سلمى عاصي بالقول ان "وزارة الصحة أصدرت لوائح بالبضاعة المدعومة، وتمّت الموافقة عليها وعندما نحمل الملفّ الى المصرف لا يقبل به، لأنه يحتاج موافقة من مصرف لبنان الذي لم يوافق على اللوائح"، متسائلة عبر "النشرة" "كيف يقولون إن هذه المستلزمات مدعومة إذا كان المصرف المركزي لم يغطِّ قيمة الفاتورة"؟، مؤكدة على "وجود فوضى عارمة والشركات لا تستطيع أن تستورد المواد والبضاعة تشحّ"، شارحة أن "من بين المستلزمات التي لم تعد موجودة في الاسواق شيئا فشيئاً هناك مثلاً الحقن الملونة، والبنج".
إذاً، المشكلة كبيرة وفي حال فعلاً توقفت المستشفيات عن العمل نتيجة عدم وجود مادة المازوت أو حتى بسبب النقص في المستلزمات الطبية فإن حياة المرضى ستكون في خطر، فهل يُرتجى من دولة "نافقة" أن تحلّ هذه المشكلة!. خصوصًا وان الازمات تلاحق اللبنانيين واحدة تلو الأخرى حيث أصبح الخبز شحيحًا والسوق متذبذب بسبب جشع مافيا وعصابات التجّار، فلا محروقات أو كهرباء، ولا ماء أو دواء، واذا كان المسؤولون هم الداء فما على اللبنانيين الاّ استئصالهم بعد أن تحوّل السيّاسيّون في البلد الى متوحّشين من أكَلَة لحوم البشر.