أكدت القيادة القطرية في حزب البعث العربي الإشتراكي، بعد اجتماعها الدوري إلكترونياً برئاسة الأمين القطري نعمان شلق، "على وجوب مقاربة استحقاق الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة بروح من المسؤولية الوطنية عبر اوسع مروحة من المشاورات الهادفة الى مشاركة كل القوى الفاعلة في صوغ التوجهات الحكومية المقبلة، بما يؤمن احاطة وطنية كبرى لعملية الانقاذ، الامر الذي يستدعي الذهاب الى خيار وحيد وهو انتاج حكومة رئيسا ووزراء بارادة لبنانية خالصة، وعدم الخضوع للتهويل والتهديد الذي مصدره القريب والبعيد، وتحقيق هذا الامر ممكن عبر الاقلاع عن الحسابات والاحقاد الشخصية والاعتراف بمنطق الشراكة الوطنية وليس التقاسم الطائفي والمذهبي".
ولفتت في بيان، إلى أنه "يوما بعد آخر تتبدى أهداف الحرب الكونية التي تخاض على لبنان والتي تستسهدف الشعب اللبناني بكل مناحي حياته، بهدف دفعه الى الاستسلام تحت عنوان عدم القدرة على الاستمرار، فما عجزت عن تحقيقة الالة العسكرية الصهيونية المدعومة دوليا، تتركز الضغوطات وسياسية الحصار من اجل تحقيقة عبر الحرب الاقتصادية والمالية والنقدية، مما يستوجب استنفارا على كل المستويات لدرء الخطر القائم وفضح الادوات الداخلية للمشروع الاميركي الصهيوني وسوقهم الى المحاكمة، كما ان المدخل الاساسي لمجابهة هذا الخطر الكبير يكون بتعزيز الوحدة الوطنية كسلاح امضى في مواجهة هذه الحرب التي لن يكتب لها النجاح اذا سارعنا كقوى خبرت مواجهة المشاريع التدميرية ومقاومة العدو الاسرائيلي وادواته الى وضع خطة مواجهة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي بالتكافل والتضامن كلٌّ حسب قدراته".
إلى ذلك، أوضحت أن "القيادة القطرية توقفت عند العدوان الاسرائيلي السافر الذي تعرضت له سورية، عبر استخدام الاجواء اللبنانية كفضاء للاعمال العدوانية الحربية ضد سورية ولبنان، وناقشت هذا التمادي العدواني الذي اكد مرة جديدة ان المواجهة مع هذا العدو هو قدر سوري ولبناني مشترك، الامر الذي يحتاج الى تنسيق المواقف بين البلدين دوليا واقليميا وعربيا، والذهاب بلا ابطاء الى وضع الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وما يسمى ب"المجتمع الدولي" امام مسؤولياتهم كون ما يقوم به العدو يهدد الامن والسلم الدوليين، وهو حتما لن يبقى بلا رد".
وأشارت إلى أن "خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الأخير، رسم خريطة الطريق للمرحلة الراهنة والمقبلة على مستوى سوريا المحررة من كل قوة احتلال وعلى المستويين العربي والدولي، كما توقفت عند ايلائه الشأن الاقتصادي والاجتماعي الحيز الاكبر من خطابه كأولوية سورية لتحصين الداخل في الحرب المستمرة على سوريا دولة ودورا. ان القيادة القطرية اذ تتقدم بالتهنئة لسوريا رئيسا وشعبا في تكريس هذا الانجاز الانتخابي الديمقراطي الشعبي العارم، تشدد على ان سورية كانت وستبقى الحاضنة والداعمة لكل قوى التحرر العربية في سبيل تحرير الارض واستعادة كامل الحقوق. كما دعت القيادة الى ملاقاة ما طرحه الرئيس الاسد لبنانيا وعلى ارفع المستويات، اذ يسجل له ان خطابه كان من دولة الى دولة لاسيما عند مقاربته الازمة الاقتصادية الطاحنة مع الإشارة بأنها تعود إلى سببين رئيسيين، علاوةً على الفساد وسوء الإدارة في بعض الأحيان، وهما الحصار الاقتصادي التجويعي، ووجود حوالي 40 ـ 60 مِليار دولار من الأموال السورية المُجَمَّدة في المصارف اللبنانية، وهذه الاشارة تحمل في طياتها انفتاحا في منتهى الايجابية لبدء حوار لبناني سوري على ارفع المستويات يفترض ان لا يكون محل نقاش كونه المدخل لحل كل الازمات المشتركة التي تواجه البلدين".
وتوقفت القيادة القطرية خلال الإجتماع "عند المكيدة التي لجأت اليها الولايات المتحدة الاميركية من خلال انسحابها السريع من افغانستان مما ادى الى قلب كل الموازين واعادة سيطرة حركة طالبان على المساحة الاكبر من هذا البلد الذي له حدود مع دول كبرى في محاولة واضحة لاعادة استخدام افغانستان كقاعدة للضغط على هذه الدول الامر الذي يحتم على كل القوى والعرقيات الافغانية التنبه لعدم السماح باستخدام بلدهم وقودا في الصراع الاميركي مع دول الجوار، وان السبيل للانتقال الى افغانستان آمن ومستقر لا يكون الا عبر المصالحة الوطنية والاتفاق على الشراكة في الحكم تحت سقف الدستور الذي يرتضيه الشعب الافغاني. ودعت "الى تفعيل وتطوير عملية التنسيق والمتابعة على صعيد الاحزاب والقوى الوطنية، من خلال الشراكة في نقاش كل ما يطرح على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والعربية والدولية، مع اقتراح تحويل هيئة التنسيق في لقاء الأحزاب الى مجلس سياسي اعلى توضع على طاولته كل القضايا لنقاشها ورفع التوصيات الى المستوى القيادي تحقيقا للشراكة في ادارة الشأن العام".