علمت "النشرة"، ان لقاء سيعقد الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم غد (الثلاثاء) بين رئيس "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني" الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة ووفد فلسطيني مشترك من فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"تحالف القوى الفلسطينية"، وذلك في السراي الحكومي في العاصمة بيروت.
اللقاء الذي يكسر الجمود الفلسطيني وسط الانشغال اللبناني في خضم الازمات المالية والاقتصادية والصحية المتوالية، سيتطرق وفق مصادر فلسطينية الى مختلف الاوضاع على ضوء انعكاس الازمة اللبنانية على ابناء المخيمات،وتنسيق الموقف الثنائي لدعوة "الاونروا" ومن خلفها المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في دعم مجتمع اللاجئينلمواجهة التحديات التي تتهدده من جهة، وضرورة تعزيز الجهود الفلسطينية لحفط أمن واستقرار المخيمات بعد سلسلة من الاشكالات المتنقلة من مخيمات"البداوي، الى نهر البارد، مرورا بالرشيدية وصولا الى عين الحلوة، دون ان يكون بينهما اي ترابط تفاديا لأي توتير في مرحلة دقيقة من جهة أخرى.
وتؤكد مصادر لـ"النشرة"، ان اللافت في اللقاء انه يضمّ فقط ممثلين عن "المنظمة" و"التحالف" دون "القوى الاسلامية" و"انصار الله" المشاركين في "هيئة العمل الفلسطيني المشترك"، التي تعتبر المرجعية السياسية والامنيّة لابناء المخيّمات في لبنان، وهو الامر ذاته الذي دفع في فترة سابقة الاخيرتان الى الاحتجاج والاعتكاف والمطالبة بأن تكون كل اللقاءات جامعة بإسم هيئة، فيما كان التبرير وقتها ان السراي مركز حكومي ولا يريد منيمنة الاحراج في مشاركة ممثلين من الطرفين.
وأبعد من ذلك، فان ثمة حسابات تتعلق بعمل "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني" ذاتها وتفعيل دورها مجددا، على ضوء الحديث عن تكليف النائب نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة العتيدة الّذي كلف سابقا الدكتور خلدون الشريف رئيسا لها، وهو يواصل عمله مع مجتمع اللاجئين في اطار منظمات حقوقية، ما يطرح تساؤلات هل يعاد اليه التكليف مجددا؟.
وتعتبر "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني"،التي تأسست في 13 تشرين الاول 2005برئاسة السفير خليل مكاوي بموجب القرار رقم 89/2005 الصادر عن مجلس الوزراء برئاسة فؤاد السنيورة، جسر التواصل الرسمي مع القوى الفلسطينية، ورغم انها قامت بدور في تجهيز مستشفيات فلسطينية داخل المخيمات وخارجها لمواجهة جائحة "كورونا"، الا ان البعض يأخذ عليها الدور المتراخي في التعامل مع هكذا أزمة في الضغط على "الاونروا" والمجتمع الدولي للقيام بخطوات فاعلة.
مخاوف أمنية
الى جانب الاجتماع، طرحت الاشكالات الامنية المتنقلة من مخيم الى آخر رغم طابعها الفردي حينا والعائلي احيانا وكونها "ابنة ساعتها"، مخاوف حول توقيتها ومن استغلال أمني لتحويلها الى فتن، اذ تبدأ الاشكالات عادة فردية ثم تتخذ طابعا تنظيما في بعض الاحيان.
وتوضح مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان ثلاثة عوامل يمكن ان تؤدي الى توتير داخل المخيمات:
1-على خلفية مكافحة تجارة المخدرات كما جرى في أكثر من مخيم، اذ يمكن أن تتطور الأمور إلى صراع مسلح مع القوة الأمنية أو بين العائلات.
2-بين"فتح" وناشطين اسلاميين او مع "حماس" بعد فشل لقاء القاهرة الأخير وتوقف خطوات المصالحة الوطنية وما تم الاتفاق عليه من اجراء الانتخابات واعادة ترتيب البيت الفلسطيني ومؤسسات منظمة التحرير، ومقاطعة حركة "فتح" زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية إلى بيروت.
3-بين "فتح" و"التيار الاصلاحي" بقيادة محمد دحلان وقد ظهرت مؤشراته في مخيم برج البراجنة في بيروت خلال شهر رمضان المبارك في اشكال واستنفار جرى تطويقه سريعا، ثم قبل ايام في "نهر البارد" شمالا على خلفية تلاسن بين شخصين ينتميان للطرفينوجرى التصعيد بالتهديد والوعيد.
كارثة اجتماعية
وبين اللقاء والمخاوف، ارتفعت الشكوى الفلسطينية من تردي الاوضاع المعيشية والتي ارتقت الى مستوى الكارثة الانسانية بكل الاتجاهات، في ظلّ غياب اي معالجة جدية، وكما في مختلف المناطق اللبنانية تفاقمت ازمة انقطاع التيار الكهربائي وشحّ المازوت، التي أجبرت الكثير من أصحاب المولدات الخاصة على إطفائها او إعتماد برنامج تقنين قاس، وقد طالبت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، وكالة "الأونروا" بتوفير مادة المازوت للمخيمات على غرار ما فعلت خلال حرب تموز 2006، داعية الوكالة للوقوف عند مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه الفلسطينيين، وايجاد حل جذري لأزمة المحروقات، كما طالبت الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير، بالضغط على الوكالة للقيام بواجباتها بتأمين مادة المازوت.
وقد اضيف الى ازمة الكهرباء والمازوت تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة، من انهيار شبكة إمدادات المياه العامة في لبنان خلال شهر، جراء الانهيار الاقتصادي المستمر وما يترتب عليه من انقطاع للكهرباء وشحّ في المحروقات... بحيث سينعكس هذا الامر حتما على المخيّمات، ما يستدعي من "الأونروا" وضع خطةلتلافي وصول الأزمة اليهم سيما وان المخيمات تتأثر بشكل كبير بكل الأزمات التي يتخبط بها لبنان، والوقت ما يزال سانحا لوضع خطة طوارئ لمواجهة أزمة المياه المرتقبةقبل فوات الاوان.
وبينهما، تحوّل البحث عن الدواء في الصيدليات داخل المخيمات إلى عادة يومية فيها الكثير من الجهد والمشقَّة لعشرات المرضى، وذلك نتيجة ندرته فيها ارتباطا بالازمة الصحية اللبنانية، ولاسيما الأمراض المزمنة، كالسرطان وأمراض القلب والسكري والأعصاب،في ظل شح النقد الأجنبي (الدولار) اللازم لاستيراده، ما ينذر بكارثة إنسانية كبيرة تهدد حياة المرضى.
وتشير "اللجان الشعبية الفلسطينية" الى ان واقع الصيدليات في المخيمات مقلقٌ للغاية، منها ما هو مقفلٌ لعدم قدرة أصحابها في توفير الدواء، وأخرى رفوفها شبه فارغة تنتظر الإغلاق والأهالي يتنقلون بينها وهم قلقون من عدم توافره، فمعظمها لا تستطيع تغطية أكثر من 5% من الأدوية وحليب الأطفال، وغالباً ما تنتهي المحاولات إما بتوصية الصيدلي على الدواء وهذا يتطلب انتظار المريض لعدة أيام، أو البحث عنه في صيدليات خارج المخيم وقد يواجه المصير نفسه.