تلقى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بإيجابية كلام رئيس الجمهورية ميشال عون عنه قبل تكليفه، كما كان لحديث ميقاتي مع الكتل النيابية في المجلس النيابي أمس وقع إيجابي لناحية تسليم كل الكتل بضرورة تشكيل الحكومة سريعاً لوقف الإنهيار، وفي معلومات "النشرة" أن الكتل لم تطرح على ميقاتي أي شرط يتعلق بعدد الوزراء أو حصتها في التشكيلة.
تُشير مصادر سياسية مطّلعة عبر "النشرة" إلى أن كل الكتل تريد تشكيل الحكومة فوراً، والوقت الذي حُكي عنه بين ميقاتي ورئيس الجمهورية هو أسبوعين تقريباً، وربما يكون أقل، مشددة على أن الرئيس عون لن يكون متشدداً مع ميقاتي كما كان مع الحريري، وهذا ما يعول عليه رئيس الحكومة المكلف.
بالنسبة إلى ميقاتي فقد كان مرتاحاً لموقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فالأخير أكد للأوّل أنه لا يريد المشاركة بالحكومة، ولكنه لن يتّخذ موقفاً من مسألة الثقة، ويريد انتظار مسار التشكيل وشكل الحكومة، مشدداً امامه بأن الشرط الوحيد هو التعاون الكامل مع رئيس الجمهورية واحترام الصلاحيات الدستورية.
تكشف المصادر أن ميقاتي يملك تصوراً متكاملاً لشكل الحكومة ناقشه مع رئيس الجمهورية الذي أبدى ارتياحه له، ولكن سيكون هناك بعض الوزارات التي قد تحتاج إلى بحث وتدوير زوايا، مشيرة إلى أن البحث سيبدأ بالتأكيد على حكومة الاختصاصيين وإزاحة طرح الحكومة التكنوسياسية من البحث، ومن ثم سينتقل الى عدد الوزراء، والذي سيكون بحسب المصادر 24 وزيراً، ومن بعدها سيكون الحديث عن الوزارات السيادية ومبدأ المداورة، وهنا يبدأ الجد بحسب المصادر.
ينطلق ميقاتي من المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على اعتبار أن هذه الإنطلاقة تُتيح الوصول الى منتصف الطريق الحكومي بوقت قياسي، وتُشير المصادر الى أن ميقاتي يدرك جيداً العقبات التي واجهت سعد الحريري، وهو قد حضّر بعض المخارج بشأنها لبحثها مع رئيس الجمهورية، ومنها مسألة وزارة الداخلية، حيث يفضل ميقاتي ان تكون من حصته حتى وإن كان الوزير مسيحياً، وهنا تؤكد المصادر أنه ربما يحصل مبادلة بين ميقاتي وعون، على أن يسمي الأول وزيراً مسيحياً ويسمي الثاني وزيراً سنياً.
ليس من المفترض أن يكون للعناد موقعاً في هذا الوقت، تقول المصادر، مشيرة إلى أن ميقاتي وضع عون بصورة الضمانات الدولية التي تلقاها قبل تكليفه، ومنها إمكانية حصول لبنان على بعض الاموال من الخارج لضخها في السوق، ومنها مساعدة عربية في ملف الكهرباء. وتضيف: "ينوي ميقاتي فور تشكيل الحكومة القيام بجولة عربيّة على الدول الخليجيّة، خاصة تلك التي أبدت رغبتها بتقديم المساعدة للبنان، ولكن هذه الجولة لم تُحسم بعد بانتظار ولادة الحكومة".
من جهته لا يرغب عون باستكمال عهده بظل حكومة تصريف الاعمال التي تخلت عن مسؤولياتها، لذلك سيكون منفتحاً على النقاشات، ومستعجلاً ولادة الحكومة في أقرب وقت ممكن، حتى أن بعض المعلومات التي رشحت من القصر الجمهوري تحدثت عن مسألة أيام لا أكثر.