طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب السياسيين في لبنان بـالتنازل والتواضع لبعضهم البعض والإسراع في تشكيل حكومة وطنية انقاذية تحظى بثقة اللبنانيين وتخرج وطننا من الانهيار وتجنبنا الانفجار الاجتماعي، فالوقت ليس في مصلحتنا والمطلوب ان يذلل الجميع كل العقبات امام رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة اصلاحية همها انقاذ لبنان من الفوضى ولجم الانهيار الاقتصادي ومكافحة الفساد والاحتكار واستعادة المال العام المنهوب والافراج عن اموال المودعين وليس انجاز استحقاق الانتخابات النيابية فقط، وان كنا ندعم اجراءها في مواعيدها .
وشدّد سماحته في خطبة الجمعة في مقر المجلس، على ضرورة أن تكون معادلة "الشعب والمقاومة والجيش" حاضرة في البيان الحكومي لما تشكله من ضمانة وضرورة وطنية لحفظ لبنان وردع العدوان عنه، اذ كانت ولا تزال مصدر قوة للبنان. ودعا الى استنفار كل أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وتعاونها لاطفاء الحرائق في مناطق عكار والهرمل، منوها بالجهود المبذولة والتضحيات الكبيرة من كل العاملين لاخماد الحرائق، ونشكر الحكومة السورية على مساعدتها ومساهمتها في الحد من تداعيات هذه النكبة البيئية التي أصابت مناطق محرومة من لبنان، وينبغي ان يكون ما حصل من مساعدة الاخوة السوريين ، حافزاً للتعاون المشترك بين البلدين على مختلف الصعد والمجالات، وان لبنان وسوريا يشكل كل منهما ضرورة حتمية للاخر للاستقرار الامني والاجتماعي وحل الازمات، لا يستغني احد منهما عن الاخر.
وجدد سماحته تعازيه الحارة بشهداء كارثة المرفأ التي نعتبرها قضية وطنية كبرى وفاجعة انسانية ينبغي التعاطي معها بروح العدالة البعيدة عن التسييس ، فلا يجوز ان تتحول هذه القضية الى فرصة للانتقام وفرض وقائع سياسية جديدة، كما حصل في التعامل مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فان أولى واجبات القضاء الكشف عن الحقيقة التي بها فقط يتم انصاف الشهداء والجرحى والمتضررين، وليس استغلال هذه القضية لمآرب سياسية، الامر الذي يقضي على اخر ما تبقى من مقومات يبنى عليها قيامة الوطن.ونتوجه بهذه المناسبة الى اهالي الشهداء باسمى التعازي معلنين انحيازنا الى قضيتهم ووقوقنا الى جانبهم حتى تظهر الحقيقة ويعاقب المسؤولين والمتسببين بهذه الفاجعة، ونسأل الله عز وجل ان يتغمد الشهداء برحمته ويعافي الجرحى ويحفظ لبنان من كل شر.