زار راعي أبرشية صور المارونية المطران شربل عبدالله، بلدة الكفور في النبطية، في زيارته الرعاويّة الأولى لها، وقد أُقيم له حفل استقبال شعبي وديني على مدخل كنيسة سيدة النجاة العجائبيّة. ورُفعت اليافطات المرحّبة بالمطران عبدالله، الّذي حيّا مستقبليه وصافحهم فردًا فردًا وسط قرع أجراس الكنيسة وارتفاع أصوات المآذن.
عاين عبدالله مزار القديس شربل في البلدة، ودخل إلى قاعة الكنيسة وأقام ذبيحةً إلهيّةً، مشيرًا إلى أنّ "قلبي فرِح بهذه الزيارة لبلدة الكفور الّتي لها رمزيّتها الخاصّة، وهي البلدة الّتي تعيش بسلام بكلّ طوائفها الحاضرين فيها. هذه البلدة ذات التنوّع النموذجي والفريد في لبنان، من حيث التعايش الإسلامي - المسيحي كما نصّ عليه الدستور اللبناني"، مشيدًا بـ"ثبات الأهالي وتمسّكهم بأرضهم وبأصالتهم الوطنيّة". ودعا جميع اللبنانيين إلى "التأمّل في مشهديّة هذه البلدة وهي مشهديّة العيش بحبّ وسلام والتعايش كما نصّ عليه الدستور اللبناني".
ولفت إلى أنّ "اليوم في هذا النهار المبارك، وهو يوم وطني لمناسبة عيد الجيش اللبناني، ما نقدّمه له هو هذه البلدة الّتي هي أمينة لرسالة الجيش، وكلّنا أمل وإيمان أن يبقى الجيش اللبناني الجهة الضامنة لوحدة لبنان وقيامه واستمراريّته"، مشدّدًا على أهميّة "الخروج من الأنانيّات والذوات إلى رحاب لبنان الأوسع، لنبني وطننا على الحبّ والسلام، ونمدّ أيدينا لبعضنا وأن تكون الكفور مثالًا لنا في العيش بقداسة وشجاعة واطمئنان".
من جهته، أوضح خوري بلدة الكفور الأب يوسف سمعان، في كلمة ترحيبيّة بالمطران عبدالله، أنّ "ذكريات الطفولة والمراهقة والشباب تجمعنا، ورباط امتدّ إلى الأهل والعائلة. أنا على يقين أنّ لهذه الرعيّة محبّة خاصّة في قلبكم وما كنت يومًا غريبًا عنها"، مركّزًا على أنّ "باسم الجميع نعلن الخضوع للرب والكنيسة من خلالكم، وأهتف أنّك لمستحق أنّك لمستحق أنّك لمستحق".
وأشاد الأب سمعان بـ"الجيش وقيادته"، مشيرًا إلى "أنّنا نعلّق آمالًا على الجيش، وهو المؤسّسة الراعية والحاضنة للاستقرار ونشر الأمن في ربوع الوطن".
أمّا الأب جورج القليعاني فلفت إلى أنّ "بحسب إيماننا المسيحي، إنّ المطران هو خليفة الرسل ومار بولس هو من بين الرسل. زيارةالمطران شربل لرعيّته وأبنائه تزرع الرجاء والتشجيع، في زمن تلفّه الكثير من علامات الاستفهام. ونحن نعرف ما نمرّ به من قطوع في بلدنا، ومار بولس كان يزور الرعايا ويشجّعهم ويساعدهم ويؤسّس كنائس". ورأى أنّ "زيارة المطران شربل على مثال خلفائه السابقين، تشجيعيّة لأولاده ليثبتوا في أرضهم وليحافظوا على إيمانهم ويتمسّكوا بالعيش المشترك".
وذكر أنّ "اليوم العيد 3 أعياد: زيارة راعوية، وإطلاق جمعيّة الضيعة على اسم سيدة النجاة، وعيد الجيش اللبناني الّذي نذكره بصلاتنا، خاصّةً وأنّ أغلبيّة أبناء البلدة ينتمون لهذه المؤسسة العسكرية ويستفيدون من خدماتها، وبلدتنا قدّمت الكثير من الشهداء في الجيش في كلّ التاريخ، وشهيد المرفأ المرحوم روبير سمعان هو ابن المؤسّسة العسكريّة"، مؤكّدًا "أنّنا سنبقى ثابتين في هذه الأرض، ببركة وصلاة المطران عبدالله".
بعد الذبيحة الإلهيّة، التقى المطران عبدالله أبناء البلدة في صالون الكنيسة، واستمع الى هواجسهم ومطالبهم، وأطلق جمعيّة الضيعة.
من ثمّ توجّه إلى مقر بلدية الكفور، واستقبله رئيس البلدية خضر سعد، الّذي نوّه بـ"زيارة المطران إلى الكفور الّتي تحمل لواء العيش المشترك والمحبّة والتودّد".