أكّد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، أنّ "الأيّام المقبلة مفصليّة لتحديد التوجّهات النهائيّة لملف تشكيل الحكومة، وما ستنتهي اليه اللقاءات وما ستسفر عنه الاتصالات والمشاورات الّتي تسير على أكثر من خطّ وقناة، لبلورة تفاهم مشترك لهيكليّة حكومة الإنقاذ الّتي حدّدت ملامحها مبادرة رئيس رئيس مجلس النواب نبيه بري، تأكيدًا على المبادرة الفرنسية"، مشدّدًا على أنّ "دقّة المرحلة تتطلّب الإسراع بوجود حكومة قادرة على مواكبة كلّ متطلّبات عمليّة الإنقاذ شكلًا ومضمونًا".
ولفت، خلال جولة له في منطقة العرقوب وحدود مزارع شبعا، إلى أنّ "جولتنا اليوم للاطّلاع على واقع أبناء هذه المنطقة الحدوديّة ومعاناتهم، وما يتعرّضون له مع استمرار الاستفزازات الإسرائيليّة والانتهاكات شبه اليوميّة، وذلك بإطلاق النار تارةً وملاحقة الرعاة والمزارعين لزرع الرعب والتهويل، وصولًا لقرصنة الماشية في كثير من الأحيان وملاحقتهم حتّى داخل الأجزاء المحرَّرة من مزارع شبعا".
وأشار هاشم إلى أنّ "هذا ما يستوجب على الحكومة اللبنانية متابعة هذه القضيّة، وكشف الممارسات العدوانيّة الصهيونيّة، الّتي تجري على مرأى قوات "اليونيفيل" كممثّلين للمنظّمة الدوليّة والمجتمع الدولي، والّذي يساهم بدعمه واعتبار الكيان الصهيوني استثناءًا للتفلّت ومتابعة أعماله العدوانيّة باستمرار احتلاله لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من الغجر".
وركّز على أنّ "أمام هذه المعاناة وما يتعرّض له وطننا من أزمات اقتصاديّة وماليّة واجتماعيّة، يتطلّب وجود حكومة تتحمّل مسؤوليّتها الوطنيّة لمقاربة كلّ الملفات وبأسرع وقت، لأنّ التلكّؤ والمماطلة للتفتيش عن المصالح والمكاسب السياسيّة والحزبيّة، والرهان على تفاهمات لجلب المنافع الشخصيّة، إنّما تساهم في حالة التأزّم وتُدخل وطننا في نفق قد يدخلنا في لعبة الأمم، الّتي تضعنا على خطّ المخاطر المستقبليّة".
وبيّن أنّ "لذلك، فالمطلوب خطوات واتصالات سريعة لإنجاز تشكيل الحكومة ودون إبطال، لأنّ ما نشهده من توتّرات محدودة قد تتطوّر إذا ما توتّر الوضع السياسي، لأنّ الاستقرار الأمني لا يقف عند حدود الإجراءات العسكريّة، إنّما يستند إلى استقرار سياسي يترك تداعياته سلبًا وايجابًا"، مشيرًا إلى أنّ "اللبنانيّين اليوم ينتظرون ما ستفسر عنه المشاورات، فهل سيرحم المعنيّون تعب اللبنانيّين ويبتعدوا عن أنانيّاتهم، لم سيدقّون مسمار خراب الوطن؟".