لفت راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، إلى أنّ "الإنسان لا يستطيع السكوت عندما يرى أخيه الإنسان مظلومًا ومقهورًا وجائعًا، بينما هم يعيشون براحة على حساب كلّ الناس"، مشيرًا إلى أنّ "هذه الأمّ الثكلى الّتي تصرخ مطالبةً بمعرفة حقيقة مَن قتل زوجها أو ابنها، فإنّها لا تطلب ذلك لأجل ثورة كما يقولون وإنّما لقلبها الموجوع، وتطالب العالم لمعرفة من حرَمها صورة أحبائها. إنّها انسانة تطالب بالحقّ والحقيقة وكرامة الإنسان، وتحاسِب المسؤولين بأنّه "ما بقى فيكن تقتلونا وتكون حياتكم عادية".
وأكّد، خلال زيارته مسقط رأسه مزرعة الشوف، حيث ترأّس قدّاسًا احتفاليًّا في كنيسة مار جرجس في البلدة، "أنّنا اليوم لا نستطيع التكلّم بكلام ما قبل 4 آب نفسه، كما لا يمكن السكوت ونقول له أمرك. ليست المسألة مواقف وجرأة، بل شعب موجوع لا يستطيع السكوت"، مشدّدًا على أنّ "التغيير آت وليس من الخارج بل داخليًّا، وليس التغيير دائمًا من الرأس وإنّما من القاعدة. فجميعنا مدعوّون اليوم للتغيير في حياتنا، إذا كنّا ظلمنا كي نقف عند حد والتنبّه أو التفرقة بين الناس وبغير منطق الاخوة والمحبّة والشعب الواحد كي نغيّر، وهذه هي الثورة الحقيقيّة".
وأوضح عبد الساتر "أنّني لا أتحدّث في مزرعة الشوف عن مسيحيّين ودروز وإنّما أهال، وعبر التاريخ ثمّة من يَنسى أحيانًا أنّنا جميعًا أبناء مزرعة الشوف، ولكن التاريخ والله يرسل أناسًا لإعادة ترتيب ما خرّبه غيرهم، كي يبقى أبناء هذه البلدة كما هم". وركّز على أنّ "مطرانية بيروت مفتوحة أمام الجميع للتعاون على الخير، وشكري للجميع وممثّل رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط و"اللقاء الديمقراطي" وانّنا نعتمد كثيرًا على ما يكتنزونه من محبّة لكلّ أبناء الشوف، لكي يبقى كما كان ويعود من جديد أساسًا للبنان الجديد، كما كان أساسًا لجبل لبنان والوطن".