مؤسسة فكرية غير حكومية لا تبغي الربح، تأسست في ولاية فلوريدا الاميركية سنة 2004 بهدف تعزيز مصالح لبنان والجالية اللبنانية الاميركية من خلال دعم الاستقلال والحرية والسيادة وسلامة الاراضي والازدهار الاقتصادي في لبنان، فضلاً عن العلاقات المتميزة مع الادارة الاميركية.
أعضاؤها غير حزبيين وغير طائفيين، متطوّعون مثقفون ذوو اختصاصات، يحتلون مراكز عالية في مختلف المجالات. وكل عضو منها يؤلف لوبيينغ. هدفهم العمل على اعادة لبنان منارة في العالم بالوسائل الفكرية والعلمية والادبية والخيرية والاجتماعية والتعليمية.
شعارها «لا يكفي العمل من اجل قضية ما عند ظهور الازمات. فالأمر يتطلب عملا ثابتا، هادئا ومدروسا يوماً بعد يوم لحل المشكلات، منعاً لحدوث ازماتٍ مستقبلية او على الاقل العمل على احداث فرق إيجابي». هذا ما أطلقه المؤسس الرئيس البروفسور روبير شاهين، وأكده المهندس طوني محفوض رئيس المؤسسة خلال مقابلة اجرتها معه «الجمهورية».
دعم الإدارة الاميركية للجيش اللبناني
«الجيش هي المؤسسة الوحيدة التي تجمع لبنان من شماله الى جنوبه الى بقاعه إضافة الى بيروت والجبل، والفرصة الاخيرة لاستمرار وجود لبنان»، يقول محفوض ويضيف: «اجتماعاتنا مع الحكومة الاميركية تتمحور حول كيفية دعم الجيش اللبناني، فلحظة دخولي مكتب أحدهم يبادرني بالقول: نعم نحن نعرف الجيش اللبناني، ماذا يمكننا القيام به لدعمه؟ بالطبع ما نريده هو دعم هذه المؤسسة بالتحديد وليس سواها لما يخدم ويصب في مصلحة كل من البلدين».
ويضيف: «الجيش اللبناني أثبت انه على مستوى عال من الاحترافية والعلم والخبرة والقدرة على التحمّل، انطلاقاً من انتصاره في حرب نهر البارد وانتصاره على الارهاب على الحدود اللبنانية الشرقية، وصولاً الى تحمّله الحالة الاقتصادية والسياسية والاوضاع الاجتماعية التي يمر بها لبنان. فلا ارى سبباً واحداً لعدم ثقة الادارة الاميركية او الغرب بالجيش اللبناني، وهذا ما نحاول ان نؤكده لهم خلال اجتماعاتنا معهم».
بالإضافة الى المساعدات العسكرية التي تقدمها الحكومة الاميركية لمؤسسة الجيش بسعي من جميع ابناء الجالية، أطلعنا المهندس محفوض على محاولة إيجاد حل لدفع رواتب افراد الجيش. وقال: «القانون الاميركي لا يسمح بالتمويل المباشر، لذلك تقوم الادارة الاميركية بالضغط على دول اخرى للقيام بهذه المبادرة».
دأبت المؤسسة الاميركية اللبنانية على اصدار بيانات ضمّنتها موقف المؤسسة حيال أحداث وقضايا وطنية، آخرها بيان للرئيس محفوض حول استمرار الأزمة في لبنان، دعا فيه المغتربين اللبنانيين الى اظهار دعمهم للجيش اللبناني من خلال إنشاء وتطوير استراتيجات داعمة للبحث والتحليل وتعزيز الاستقرار القوي لأفراد الجيش.
تولّى المهندس محفوض رئاسة المؤسسة الاميركية اللبنانية في اوائل سنة 2020 من الخلف المؤسس البروفسور شاهين، بعد ان كان قد شغل منصب امين السرّ منذ التأسيس.
وعن عمل المؤسسة يقول: «نحن مجموعة مفكرين نعمل بهدوء وثبات بهدف دعم استقلال لبنان وحريته وديمقراطيته وازدهار اقتصاده، وأكثر ما يهمّنا كمجلس ادارة هو بناء علاقة مميزة بين الولايات المتحدة الاميركية ولبنان، وأي عامل يؤثر سلباً على العلاقة بين هاتين الدولتين لا ندعمه». ويضيف: «اليوم نحن كمؤسسة ندعم مؤسسة الجيش اللبناني، ومن مصلحتنا في المستقبل كبلد صغير ان ننأى بأنفسنا عن المشاكل الاقليمية».
إنجازات المؤسسة الاميركية اللبنانية
انّ المؤسسة منذ إنشائها وحتى اليوم التزمت منهج نشاطها لخدمة لبنان الموحّد الحرّ المستقل، متجنّبة اي طلب او اقتراح يرى فيه مجلس الادارة مصلحة خاصة لفئة مذهبية او حزبية ضمن احترام القانون الاميركي ونظامها الداخلي، هذا ما يخبرنا به محفوض، ويضيف: «من خلال نشاطات الرئيس وبعض أعضاء مجلس الادارة، ساهمت المؤسسة مع غيرها من الناشطين والاصدقاء بمتابعة ودعم الولايات المتحدة الاميركية بتأمين وزيادة المساعدات للجيش والمؤسسات الاستشفائية والتعليمية اللبنانية الاميركية. وتميزت المؤسسة الاميركية اللبنانية بالدور المحوري في إلغاء متابعه موضوع توطين الفلسطينيين في لبنان سنة 2004 من خلال إقناع رئيسة اللجنة الخارجية في الكونغرس الاميركي بأنّ المشروع مضرّ في لبنان وللفلسطينيين على السواء ولا يساعد في حلّه، بل يعرقل عملية السلام في الشرق الاوسط.
وقفت المؤسسة الى جانب ثورة 17 تشرين 2019 وتبنّتها، يكمل محفوض، ويوضح: «كان لنا موقف بعد اسبوع من بدء الثورة ببيان حدّدته في 3 مطالب: استقالة الحكومة، فصل النيابة عن الوزارة كخطوة اولى لمحاربة الفساد، والاتيان بوزارة خارج المحاصصة والأحزاب قادرة على مواجهة الفساد».
وعن استحقاق الانتخابات النيابية يقول محفوض: «ما زلنا على موقفنا بالنسبة للقانون الانتخابي. لا يحسِّن ديمقراطية لبنان إلّا الدائرة الصغرى والأفضل الدائرة الفردية، لأنها تفتح المجال لوجوه جديدة لديها ما يكفي من العلم والوطنية للتغيير». ويشدّد محفوض على جهوزية المؤسسة لتقديم افكار واقتراحات في سبيل ايجاد مخرج لأي معضلة وأزمة.
الجيش في عيده
عيد الجيش لهذه السنة لن يكون كما في السنوات السابقة، يقول رئيس المؤسسة الاميركية المهندس طوني محفوض، «فالاوضاع الاقتصادية انعكست سلباً على المؤسسة العسكرية مع تدنّي قيمة الليرة وارتفاع سعر الدولار، وبالتالي عدم القدرة على تأمين حاجات العائلة. لن يكون العيد هذه السنة كما في سابق عهده، فبالاضافة الى مهمات الجيش الامنية، أُلقيت على عاتقه مهمات قانونية وسياسية واجتماعية، من توزيع مساعدات وإعاشات وتقديم قائمة بأسماء العائلات المحتاجة».
إنفجار 4 آب نتيجة إهمال
وعن انفجار 4 آب يقول: «كعضو في المؤسسة اعتقد انّ هذا الانفجار هو نتيجة اهمال من فئتين. الفئة الاولى إهملت الملف لعدم معرفتها بحقيقة خطورة المواد المخزّنة، والفئة الثانية أهملت الملف عن قصد وخوف لعلمها بوجود نيترات الامونيوم. والمؤلم ان البعض يرفضون رفع الحصانات عن نواب ووزراء ومسؤولين خوفاً من ان يطالهم التحقيق ويثبت تورّطهم، لأنّ مراكز سياسية ستتزعزع».
لا تغيير قبل الانتخابات النيابية
الوضع الاقتصادي في لبنان سيتحسن بنسبة ضئيلة مع تحسن طفيف في سعر الدولار مع نسبة ضئيلة من الاستقرار، يقول محفوض، ويضيف: «اذا تشكلت حكومة سنحصل على مساعدات من الدول «بالقطّارة» لعدم ثقتها بأنّ هذه الحكومة ستقوم بإصلاحات». وأضاف على الطريقة اللبنانية «واللي كَسَرا ما بيجبّرا».
وبمناسبة عيد الجيش دعا محفوض اللبنانيين الوطنيين المستقلين في بلاد الانتشار للوقوف بجانب المؤسسة العسكرية ودعمها لأنها الحصن الوحيد لبقاء لبنان والاولوية لضمان وحدته وحريته واستقلاله.
وختم قائلاً: «في يوم عيدك يا جيش لبنان البطل لا نستطيع الّا ان نقف وقفة عزّ وإكبار امام التضحيات والبسالة التي أظهرتها بالدفاع عن الوطن في الداخل وعلى الحدود.
فيا جيشنا، أنت شبكة الأمان ومثال التضحية. نقول بك كما قال عظيم من بلادي: المحبة لا تعطي الّا ذاتها ولا تأخذ الاّ من ذاتها. فجيشنا لا يعطي إلاّ كلّ ذاته ولا يأخذ إلاّ من ذاته.
عاش جيشنا، وعاش لبنان».