أقامت الجامعة الأنطونية حفل تخرج للعام 2021، تخلله توزيع شهادات على طلابها من فروع الجامعة في الحدت-بعبدا، والنبي أيلا-زحلة، ومجدليا - زغرتا، ومن مختلف الاختصاصات. وتوجه رئيس الجامعة الأب ميشال جلخ، للطلاب بالقول ""نحتفل اليوم بتخرُّجكم وبيوبيل تأسيس الجامعة الأنطونيَّة الـ 25، فيما نعيش أزمة عميقةً على مستويات عدَّة. لكلمة احتفال في هذا الجوِّ وقعٌ غريب يكاد يلامس التجديف، في حين أنَّ الكلمة الأكثر تداولًا في لبنان خلال السنة المنصرمة كانت كلمة "أزمة"، مع موازياتها المُعجميَّة، ومرادفاتها المختلفة، واستعاراتها كافَّة".
وأشار، إلى أنه "يميل الناس طبيعيّا في الأزمة إلى النظر إلى من هُم في السلطة، أو إلى من يرون فيهم قادة، "لفعل شيءٍ ما. لذا أيقظ الرسلُ يسوع عندما اشتدَّت العاصفة على مركبهم.... أرادوه أن يفعل شيئا ما، لأنَّهم عرفوا أنَّه وحده يعرف ويستطيع ما ينبغي فعله. القادة الحقيقيُّون هم أولئك الذين يفعلون ذلك الشيء الذي يُعيد الحياة إلى ما يرام. القائد هو من يعرف ما ينبغي فعلُه، ويفعل ما ينبغي فعلُه، على الرغم من الفوضى، والضغط الإعلاميّ، والمشاكل المتوالِدة، وتفشِّي الشائعات".
وتوجه الأب جلخ الى الطلاب قائلاً: "وصيَّتي لكم اليوم أن تكونوا ذلك الشخص لأنفسكم، وأن تلتفتوا إلى أنفسكم، وتسألوا أنفسكم قبل أيِّ شخص آخر: ماذا ينبغي أن أفعل؟ لي ألّا أبالي إلا بما يَمَسُّ حياتي الخاصَّة، وأن أعتبر معاناة الآخرين شأنَهم وحدهم. لي أن أختار الهرب، فأختبئ أو أسافر أو أستسلم. ولي أن أواجه. وأن أواجه يعني أن أتحلّى أنا نفسي بما أتوقَّعُه من المسؤولين، لأنَّ المواجهة تعني أوَّلا أن أعتبر نفسي مسؤولًا عنِّي، وعن الآخرين. أجل! المواجهة تتطلَّب منّي لا أن أنهض وحسب، بل أن أحمل، كالقيروانيّ، بعضًا من صليب الآخرين أيضًا".
وتابع بالإشارة الى أن الناس يتوقَّعون أنَّ المسؤولين يفكِّرون بأسوأ السيناريوهات ويستعدُّون لها، في حين تُبيِّن الوقائع أنَّ معظم القادة الحكوميِّين ورجال الأعمال يراهنون على أفضل الاحتمالات حصرًا. ويتوقعون أن يسعى القادة جاهدين لتعلّم الدروس بعد الأزمة، في حين أنَّهم ينغمسون بالأحرى في تبادل الملامة والاتِّهامات. وقال للطلاب:" لكنَّ الخلاصة هي أنني أريد منكم ولكم أن تكونوا لأنفسكم القائد الذي تحلمون به. أن يكون كلٌّ منّا القائد الذي يريده للمجتمع، يعني أن نحترم الأولويّات والمبادئ التي نريد للسلطة أن تحترمها، وأن نتعلَّم من الأزمة متى حلَّت عوض التلهِّي بتقاذف التهم".