يتنامى الحديث أَخيرًا عن حجم الفيضان في نهر النّيل، ويُضاف السّجال القائم، تفصيلًا آخر، إِلى ملفّ النّزاع المصريّ–الإثيوبيّ في شأن سدّ النّهضة. فخلال الأُسبوع الماضي أَعلن وكيل وزارة الموارد المائيّة والريّ في مصر رجب عبد العظيم، أَنّ الوزارة تُحدّد خلال شهرَي آب وأَيلول حجم فيضان النّيل. وأضاف أَنّها تتعامل مع كُلّ فيضانٍ بحسب حجمه من خلال التّصنيف، لافتًا إِلى أَنّ مُؤشّرات الفيضان تبدأ مُنتصف تمّوز.
والفيضان الآن أَعلى مِن المُتوسّط، ما يفرض اتّخاذ مجموعةٍ مِن الاستعدادات والإِجراءات للتّعامل معها في ظلّ الأمطار السّاقطة على الهضبة الإِثيوبيّة وَفقًا لصُور الأَقمار الصّناعيّة، كما وينبغي تاليًا تتبّع المياه مِن المنابع حتّى الوصول إِلى بُحيرة السدّ العالي. وتشهد في هذا الإطار كُلّ مقاييس النّيل... ارتفاعًا مُتزايدًا في مناسيب المياه، وَفقًا لصحيفة "المصريّ اليوم".
فيضاناتٌ مُحتمَلَة...
وكانت إِثيوبيا أَعلنت أَنّ كميّات الأَمطار الّتي تصل إِلى سدّ النّهضة الإِثيوبيّ بلغت أَكثر مِن 6000 مترٍ مكعبٍ في الثّانية، ما يحتمل أَن تحدث الفيضانات. وقال وزير المياه والريّ والطّاقة الإِثيوبيّ سيليشي بيكيلي، في هذ الإطار، إِنّ "في موسم الأَمطار الحاليّ تهطل أَمطارٌ غزيرةٌ في المُرتفعات الإِثيوبيّة، وتبلغ الكميّات الّتي تصل إِلى سدّ النّهضة الإِثيوبيّ الآن أَكثر مِن 6000 مترٍ مُكعبٍ في الثّانية، ما يحتمل حُدوث فيضاناتٍ على مجرى النّهر".
منابع النّيل...
وينبع النّيل الأَزرق مِن بُحيرة "تانا" في مُرتفعات إِثيوبيا، الرّافد الرّئيسيّ لنهر النّيل، ويأخذ مساره جنوب البحيرة في اتّجاه غرب السّودان. ويحصل نهر النّيل على ما يزيد عن 70 في المئة مِن مياهه مِن النّيل الأزرق عند التقائه مع نهر النّيل الأَبيض في جزيرة "المقرن" في العاصمة السُّودانيّة، ليواصل مسيره عابرًا مصر إِلى مصبّه في البحر الأَبيض المُتوسّط.
وأَمّا نهر النّيل الأَبيض فينبع مِن بُحيرة فكتوريا، إِحدى البُحيرات العظمى الأَفريقيّة، وتطّل عليها ثلاث دول هي كينيا وأُوغندا وتنزانيا.
ويضمّ حوض النّيل 11 دولة، هي: إِريتريا، أُوغندا، إِثيوبيا، السُّودان، جنوب السّودان، الكونغو الدّيمقراطيّة، بوروندي، تنزانيا، رواندا، كينيا ومصر.
خطرٌ مُحدِق بسدّ النّهضة
وأَمّا الخطر الثّاني المُهدّد للمنطقة السّمراء، فيكمُن في أَضرارٍ مهولةٍ... نتيجة ملء عشوائيّ لسدّ النّهضة، محور الخلاف المصريّ – السّودانيّ – الإثيوبيّ. وفي هذا الإطار، وجّه رئيس الوزراء الإِثيوبيّ أَبي أحمد، في تمّوز الماضي، رسالة "طمأَنةٍ" إِلى الشّعبَيْن المصريّ والسُّودانيّ، بعد جلسةٍ عاصفةٍ في مجلس الأَمن الدّوليّ في شأن سدّ النّهضة، أَعربت خلالها القاهرة والخُرطوم عن مخاوفهما مِن أَضرار سدّ النّهضة الإِثيوبيّ، وطالبتا بـ"اتّفاقٍ قانونيٍّ في شأن ظروف ملئِه وتشغيلهٍ.
وفي أَوّل تعقيبٍ على ما دار في الجلسة، نشر رئيس الوزراء الإِثيوبيّ رسالته باللُغة العربيّة، على حسابه عبر "تويتر": "يُمكن أَن يكون سدّ النّهضة الإِثيوبي الكبير مصدرًا للتّعاون بين دُوَلِنا الثّلاث وأَبعد". وأَضاف: "أوَدّ أَن أُطمئن الشّعبَيْن السُّودانيّ والمصريّ أَنّهُم لن يتعرّضوا أَبدًا لضررٍ ذي شأنٍ، بسبب ملء السدّ، لأَنّه لن يأخذ سوى جزءٍ صغيرٍ مِن التّدفُّق... ومصر ستصون حقّها في البقاء... وبالتّالي فإِنّ المُجتمعات المُحيطة تكون مُطمئنّةً بالازدهار المُتبادل"...
فهل يجوز هذا الكلام؟... للحديث صلة!...