ترأس راعي أبرشية سيدني المارونية المطران أنطوان شربل طربيه قداساً في ذكرى انفجار مرفأ بيروت، في كاتدرائية سيدة لبنان هاريس بارك سيدني بمشاركة حشد من المؤمنين.
وأكد طربيه في عظته، أن "اللقاء في في كاتدرائية سيدة لبنان – سيدني، لا لتذكر ما حدث في مثل هذا اليوم من العام الماضي، بل لنصلي من أجل الحق والحقيقة، من أجل العدالة والكرامة، من أجل إيقاظ الضمائر لبنانيا وعالميا على هول المأساة وفظاعة الجريمة التي حصلت ولكي لا تذهب دماء الأبرياء سدى".
وأشار إلى أن، "نضم صلاتنا إلى صلاة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي احتفل في مكان الانفجار بالقداس الإلهي، لراحة نفوس الأبرياء، الذين سقطوا نتيجة الإهمال والفساد، نتيجة القرارات المشبوهة المرتبطة بالارهاب، والتي عملت على تخزين نترات الأمونيوم في المرفأ منذ العام 2014 خلافا لكل الأعراف والقوانين".
ولفت، إلى أنه "معكم يا أهل الشهداء والضحايا، وخصوصا مع الذين يتابعون هذا القداس من بيوتهم على الشاشة الصغيرة، نخص بالذكر أهالي الضحايا الموجودين هنا في أستراليا، والذين لم يتمكنوا من الحضور الى الكنيسة التزاما بالتدابير الوقائية، فمعكم جميعا نصلي، ومع كل مخلص نتضامن، وكلنا ايمان أن ارادة الحياة عند اللبنانيين، هي أقوى من أي انفجار وموت ودمار. ولكن السؤال الذي ما زال يجول في بال الكثيرين ويطرح نفسه: ما هي التدابير التي اتخذت من قبل الدولة والمعنيين لتحاشي حصول شيء مماثل في المستقبل؟ وبالتالي من هو المسؤول عن الذي حصل؟ وبكل أسف لا جواب لغاية اليوم".
وسأل، "هل من الممكن أن تمر الذكرى الاولى للانفجار دون التوقف عند عمليات تصفية العقيدين في الجمارك جوزف سكاف ومنير أبو رجيلي والمصور جو بجاني؟ من هنا أصبح من الضروري اعتماد تحقيق دولي تحت اشراف الأمم المتحدة لكشف ملابسات هذا الانفجار غير المسبوق في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وما تبعه من جرائم وطمس للحقائق".
واعتبر، أن "هذا الانفجار الجريمة هو دمعة بعين كل لبناني مخلص في لبنان وبلاد الانتشار، وجرحا نازفا في حياة أهل الضحايا والجرحى وهم يتساءلون كل يوم: من أجل ماذا مات أحباؤنا؟ إنه غصة كبيرة في قلب أهل بيروت وأكبر جريمة في التاريخ الحديث بحق لبنان وشعبه وبحق الانسانية والحضارة".
وختم: "نصلي اليوم في كنيسة سيدة لبنان امام هذا الصليب الموضوع امامنا، وقد صنع من أخشاب شبابيك وأبواب بيوت بيروت التي تهدمت وتخلعت نتيجة الانفجار، لنقول وكلنا ايمان، أنه ومهما طالت طريق جلجلة لبنان، ستظهر الحقيقة وسينتصر الحق وسنصل مع الأيدي المناضلة الى رفع الظلم عن شعب لبنان المعذب، ومع الأصوات الحرة نرفع الصوت مطالبين بتحرير الشرعية في لبنان، لأننا على ثقة بأن مسيرة بناء الوطن الذي نحلم به ستبدأ، وسيبقى لبنان وطن الرسالة والحضارة والحرية والانسان".
وجرى إضاءة كاتدرائية سيدة لبنان بألوان العلم اللبناني، علم بلد الشهداء والقديسين ورفع صليب خشبي مصنوع من أبواب وشبابيك بيوت بيروت التي دمرت.