دق مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان في الرسالة التي وجهها لمناسبة السنة الهجرية الجديدة ناقوس الخطر من تفاقم الازمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي تطحن المواطن طحنا والتي بلغت حداً لا يطاق بفعل استمرار ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، متسائلا "هل يجوز للعهد والحكم أن يتمترس خلف مربعه السياسي والطائفي ضاربا بعرض الحائط مصالح العباد والبلاد ويحول دون تشكيل حكومة انقاذ بعيدا عن المحسوبية والاستنسابية والمحاحصة والاصطفافات، حكومة حقيقية على قياس الوطن المنكوب الذي وصل الى الإنهيار الكامل، حكومة قادرة على إيقاف هذا الانهيار وإعادة الإعمار، قبل الوصول الى الدرك الأسفل من جهنم؟".
ورأى ان "صرخة الناس تعلو والشباب يسكنه اليأس والأحوال الاجتماعية والصحية والاقتصادية من سيء إلى أسوأ، المواطن المغلوب على امره الذي يكافح ليل نهار من أجل الحياة، والعيش بأمان وكرامة، أمام الأزمات الداخلية، وتفاقم الازمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي تطحن المواطن طحنا والتي بلغت حداً لا يطاق بفعل استمرار ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، وتفلُّت الأسواق وجشع التجار واستمرار التهريب وخلو الصيدليات من الدواء وخلو المستشفيات من الأطباء والممرضين الذين هاجروا وطوابير الذل امام محطات الوقود وانقطاع مستمر في التيار الكهربائي واطفاء المولدات ومياه الشفه والنفايات المكدسة، وغيرها من الأمور الحياتية التي تتطلب من الدولة إيجاد حلول ناجعة لها".
ولفت إلى ان "المواطن يطمح الى دولة القانون وهيبتها وتحقيق العدالة لأن قيام الدولة الحازمة العادلة التي ترفض الانتقاص من استقلال وسيادة لبنان بحكم هذا الدور الوطني والتي تسهر على تنفيذ اتفاق الطائف لا الطوائف وصون الوحدة الوطنية، والاعتدال، وصون القوى الشرعية ورفض السلاح خارجها هي الدولة التي يطمح لها المواطن بكل اطيافه الطبقة الحاكمة والمستحكمة خذلت مواطينيها خذلاناً شديداً حين انغمسوا في الفساد والإفساد، ولم يكونوا على مستوى المسؤلية والمرحلة، على قدر تطلعات الشعب اللبناني بكل أطيافه".