أكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان اللقاء الثلاثي الذي عقد برعاية رئيس لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة بين وفد مصغر من "هيئة العمل المشترك" الفلسطيني في لبنان ومدير العام "الاونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني في السراي الحكومي، لم يخرج بتوافق حول كيفية توزيع المساعدات الماليّة، حيث تريد وكالة "الاونروا" حصرها للافراد ما دون الثامنة عشرة، بينما تصر "القوى الفلسطينية" شمولها كل ابناء الشعب الفلسطيني، على اعتبار ان الازمة الاقتصادية والمعيشية تنعكس بتداعياتها السلبية عليهم دون تمييز، مع ارتفاع نسبة البطالة والفقر المدقع في صفوفهم.
ووفق المصادر ذاتها، فان الاجتماع كان "ساخنا" بين كوردوني وممثلي القوى الفلسطينية، وهدد بعضهم بالانسحاب من الاجتماع، في وقت بذل فيه منيمنة مساعٍ حثيثة للتهدئة وتقريب وجهات النظر للتوصل الى نقاط مشتركة ترسم خارطة طريق المرحلة المقبلة، فتمّ الاتفاق على معاودة الاجتماع مجددا مطلع الاسبوع الجاري، بحيث تكون القوى الفلسطينية قد أعدّت تصورا لكيفية التوزيعات الماليّة بعد اتفاق مبدئي على ان تشمل الاغلبيّة والالية،ولا تكون فيها اي مهانة لكرامة المستفيدين او ازدحاما او اخطاء كما جرى في المرة السابقة واثار سخطا واعترضا وتوقفت اكثر من مرة واضطرت "الاونروا" الى تقديم اعتذار.
وتمر العلاقة بين "الاونروا" و"القوى الفلسطينية" بمرحلة من التوتر الشديد، اذ يتهمها الفلسطينيون بالاهمال والتقصير في مواجهة الازمة المعيشية والاقتصادية، معطوفة على الازمة الصحية المتمثلة بتفشي جائحة "كورونا"، ويأخذونعليها انها لم تعلن حالة الطوارئ الصحية كما فعلت الدولة اللبنانية، ولم تقدم مساعدات اغاثية او مالية الا مرة واحدة منذ بدء انهيار الوضع المالي في لبنان وتوالي الازمات منذ 17 تشرين الاول 2019، فيما تبرر "الاونروا"بالعجز المالي المتفاقم في موازنتها" السنوية، ما يجبرها على تقليص كافة الخدمات.
ويؤكّدأمين سر "القوى الاسلامية" الشيخ جمال خطاب، ان سلسلة لقاءات عقدت بين "هيئة العمل المشترك" الفلسطينيوادارة "الاونروا" ولم نلقَ إلا التسويف والمماطلة وتمرير الوقت، بعيدا عن أي نتائج إيجابية تحسن من حياة اللاجئين الفلسطينيين"، مشددا اننا "سنستمر بإقامة فعاليات احتجاجية حتى تلبية إحتياجات ومتطلبات أبناء شعبنا والتي نعتبرها أساسية وملحة."
وتخشى القوى الفلسطينية من انفجار اجتماعي وشيك في المخيمات نتيجة عدم محاكاة احتياجات ابنائها المتزايدة من قبل الوكالة الدولية،والتقصير في مواجهةالواقع المستجدبعد تراكم الأزمات المعيشية والاجتماعية والصحية والتربوية نتيجة للأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، وتدني قيمة العملة اللبنانية وفقدان قيمتها الشرائية مقابل الغلاء وارتفاع الاسعار، والتي انعكست بشكل مضاعف على مجتمع اللاجئين حتى أصبحت معظم العائلات لا تستطيع تلبية ابسط حاجاتها الغذائية والطبية،وهمأصلا يعانونمن نسبة كبيرة من الفقر والبطالة وتدني المداخيل، إضافة إلى جائحة "كورونا" وآثارها السلبية على الحياة اليومية للاجئين بوصفهم الفئة الأضعف".
مطالب اللجان
وتطالب "اللجان الشعبية الفلسطينية" بوضع خطة طوارئ إغاثية تشمل كافة الخدمات المقدمة من "الأونروا" تتضمن مساعدات عينية ومالية لا تكون محصورة بفئة عمرية محددة.التغطية الصحية الشاملة المتعلقة بالإستشفاء وتغطية نفقات العمليات الجراحية كافة، وأدوية السرطان والأمراض المستعصية بنسبة مئة بالمئة بناء على وجود موازنة الاستشفاء بالعملة الأجنبية والاستفادة من الفروقات في أسعار الصرف.العمل على زيادة قضايا حالات العسر الشديد والمتوقف النظر بها منذ أعوام.
ويؤكد عضو "اللجنة الشعبية الفلسطينية" في مخيم عين الحلوة عدنان الرفاعي لــ"النشرة"، ان الامور تتّجه نحو الاسوأ، فالازمات تحاصر المخيمات ولا تتوقف بل تزداد وآخرها انقطاع الكهرباء واطفاء المولدات الخاصة بسبب نفاد المازوت، وتضرر مصالح الناس واستغاثة كبار السن والاطفال والمرضى الذين يحتاجون الى الاوكسجين"، مشدّدا ان "المطلوب من "الاونروا" ليس فقط توزيع مساعدات ماليّة ولمرّة جديدة، على الرغم من التساؤلات المطروحة من يحدّد معايير التوزيع وان ّهذا يستحق وذلك لا، بل اعلان المخيمات بانها "منكوبة" وتأمين كل احتياجاتها وفق خطة طوارىء صحية وإغاثية وخدماتية، واعادة توزيع كل المواد الغذائية كما السابق وتأمين الأدوية كافة وخاصة لحالات العسر الشديد والذين يعانون من أمراض مستعصية، وجعل نسبة الإستشفاء بالكامل، والا نحن ذاهبون الى كارثة انسانية ومعاناة فوق الوصف".
شحنة أدوية
في مقابل، مطالبة إدارة "الاونروا" التي تعتبر المعنية برعاية اللاجئين وتشغليهم وفق المهمة المناطة بها منذ تأسيسها في منتصف القرن الماضي، كشفت الازمة عن ضعف امكانيات القوى والفصائل الفلسطينية من تقديم المساعدات العامّة لابناء المخيمات،ويحاول كل فصيل مساعدة عناصره وانصاره والمقربين منه وبعض المحتاجين قدر الامكان ولكنها غيركافية، فيما تلعب السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير دورا رئيسيا في تأمين الدعم بين الحين والاخر،وعلى قاعدة ألاّ تكون بديلا عن "الاونروا"، ويقوم سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور بدور محوري وهام في إيصال عذابات الناس وتأمين الاحتياجات الملحة، وخاصة لمرضى عجزوا عن تلقي العلاجنتيجة الفقر المدقع ومعالجة المشاكل العامة في المخيمات، وقد استجاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكثر من مرة للنداءات ووفق امكانيات السلطة التي تعاني ايضا من حصار مالي،وقد كشف عضو اللجنتين التنفيذية للـمنظمة والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، إن "الرئيس عباس أعطى توجيهاته لتقديم شحنة الأدوية اللازمة عبر وزارة الصحة الفلسطينية إلى أهلنا في مخيمات لبنان".