أكّد المفتي الشيخ حسن شريفة، أنّ "لبنان هو اليوم أحوج ما يكون إلى عناوين خطابيّة تجمع لا أن تفرّق، وإذا كان للبعض أجندة تحت شعارات أو على مبدأ مساعدة الوطن، فالأَولى بنا أن نتوحّد على أجندة وطنيّة جامعة وعلى موقف واحد، ولنتعاطى مع بعضنا البعض على أساس المواطنة والشراكة الحقيقية".
ولفت، خلال لقاء إعلامي، إلى أنّ "المقاومة لم تكن يومًا إلّا ردّة فعل على الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المستمرّة على لبنان برًّا وبحرًا وجوًّا، وبالنسبة إلى الكيان الصهيوني فاعتداءاته طبيعيّة لأنّ غضّ الطرف الدولي من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، ينعكس على الأمم المتحدة الّتي عوّدتنا على الكيل بمكيالين وبالمساواة بين الجلّاد والضحيّة، وهذا ما جعلنا نفقد الثقة بالعدالة الدوليّة الّتي ضيّعت الكثير من حقوق الدول المستضعفة وفلسطين أبرزها".
وأوضح الشيخ شريفة، أنّ "لذا، اتّكلنا على أنفسنا وعلى مقاومتنا الّتي أثمرت تحريرًا لأرضنا، وجعلت العدو الصهيوني يحسب خطواته ويبتعد عن التهوّر والهنجهيّة، وفهم العدو أنّ خيارنا المقاوم ليس مزحة بل هو فعل إيمان بوطن نهائي لكلّ أبنائه". وأعرب عن أسفه أنّ "من هُم شركاء لنا في الوطن، يحرّكهم بعض المستشارين بخطابات تحريضيّة لا تخلو من رواسب الانعزال، وقد بان اثر سمّها على المقاومة وتحميلها نتائج لعب العدو بالنار، ونسوا أو تناسوا أنّ مجد لبنان صنعه المقاومون لا المقاولون، ولولاهم لكان لبنان قد ابتلعته المستوطنات ناهيك عن التقسيم والتوطين إلى ما هنالك من تجزئة وتفتيت".
وشدّد على "أنّنا محكومون بالشراكة، ولا ننكر على أحد علاقته بالغرب أو الشرق، ولكن نؤكّد أنّنا بالدرجة الأولى لبنانيّون مؤمنون بوطننا وبضروره خلاصه من محنته، ونشدّد على أفضل العلاقات مع الخارج وعلى ضرورة استعادة الثقة بهذا البلد، وهو أمر لا لبس فيه"، مشيرًا إلى أنّ "مفتاح حلّ أزمتنا اليوم هو من خلال حكومة وطنيّة رشيدة تطبّق الإصلاحات، وتطلق العجلة الاقتصاديّة بوعي ومسؤوليّة".