أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، في كلمة له خلال إحياء مراسم عاشوراء، إلى أنه "من وحي عاشوراء، نؤكد إلتزامنا النهج الحسيني المنبثق من نهضته المباركة المرتكزة على الإصلاح ومحاربة الظلم والفساد وإحقاق الحق، لتكون أمتنا خير أمة أخرجت للناس تؤمن بالله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ونجدد عهدنا لرسول الله وأئمة أهل البيت ان يظل الحسين في وجداننا وضمائرنا ثورة متجددة تحفزنا لنصرة المظلوم ومحاربة الظالم، ننتصر للحق ولا نهادن الباطل لا تأخذنا في الله لومة لائم، فالحق نراه متجسداً في القضايا المحقة لأمتنا وشعوبنا وفي طليعتها قضية فلسطين التي يواجه شعبها الظلم والطغيان والغطرسة الصهيونية التي وجدت الغطاء والدعم من دول إستعمارية كان همها وما يزال قهر إرادة الإنسان وإستعباده ليكون أداة طيعة يحقق مصالحها على حساب وطنه وشعبه وقيمه الأخلاقية والدينية".
وأكد أن "القوى الإستعمارية التي تحمل فكراً إستبدادياً تغلفه بشعارات زائفة تحت عنوان حقوق الإنسان والديمقراطية وإحلال السلام، هي التي غرست كيان الشر في منطقتنا ودعمته وما تزال ليكون خنجراً في خاصرة العالم العربي والإسلامي بغيه تقسيمه، ومركزاً لنسج الفتن والمؤامرات وقاعدة للإعتداء على بلادنا وتجويع شعوبنا وإغراقها في الفساد والفوضى، وليعلم الجميع أن إنتصار المقاومة في عدوان تموز 2006 أحبط مؤامرة إزالة لبنان عن الخارطة السياسية، ولولا تضحيات المقاومة وصمود شعبها ودعم حلفائها لإنتهى الكيان اللبناني. فالمقاومة هي سياج لبنان وضمان إستقراره وبقائه، وسلاحها حفظ كرامة لبنان وحقق عزته وحمى شعبه بعد أن حرر أرضه من الإرهابين الصهيوني والتكفيري".
ولفت الخطيب، إلى أن "ما حصل بالأمس من تصد بطولي لرجال المقاومة في الرد على العدو يكشف عن جهوزية المقاومة وكفاءتها وقدرتها على لجم العدوان، بما يؤكد أنها ضمانة لردع العدوان وحماية لبنان وشعبه، ويثبت أن هذه المقاومة أكثر حرصاً على أمن كل اللبنانيين وتوفير الإستقرار لهم. من هنا فإن من يتنكر لتضحيات المقاومة وإنجازاتها ويقوم بعملية تشويه دور المقاومة وتخويف اللبنانيين منها فإنه يسيء إلى كرامة اللبنانيين، ويساهم في الإنقسام الداخلي ويعطل التفاهم بين اللبنانيين ويخدم العدو عن قصد أو غير قصد، إن الطريق الصحيح للتفاهم بين اللبنانيين هو تحييد المقاومة عن السجال الداخلي وعدم التذرع بها من أجل التنصل من التفاهمات الداخلية والخروج من الأزمات الحقيقية التي يعاني منها لبنان، والتي لا دخل للمقاومة في إيجادها وهي كانت قبل المقاومة، إنَّ هذا الأسلوب في توجيه الإتهام للمقاومة لا يمكن أن نفهمه إلا تهرباً من القيام بالإصلاحات وحماية للفساد".