أشار مفتي النبطية وإمامها الشيخ عبد الحسين صادق، في كلمة خلال إحياء ذكرى عاشوراء، وبحضور رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، إلى أن "منبر كربلاء يدين من دون شك الطبقة الحاكمة، فحين يفترض من الحاكم والمسؤول أن يضحي بمكاسبه ومصالحه الخاصة من أجل وطنه وشعبه، إذا بالمسؤول في بلادنا يضحي بالوطن الشعب كله من أجل مكاسبه وطموحه السياسي، كما يدين منبر كربلاء الحر الفاسدين سالبي ثروات الشعب جهاراً، وللأسف هم في بلادنا آمنون، منعمون، ورغم فيض الشعارات الداعية الى محاسبة الفاسد والملفات التي قيل أنها تودي برؤوس كبيرة منهم الى السجن، إلا أن الشعب لم يرَ حتى اليوم فاسداً واحداً خلف القضبان! بل رأينا بعض اهل السياسة والفساد يرتهن بلاداً بأكملها طالباً حقيبة وزارية يخطط من خلالها لخدمة مستقبله السياسي".
وأوضح "أننا، وقيم عاشوراء ماثِلةٌ أمامنا، نطالبُ بوضوحٍ لا لبسَ فيه إلى كشْف كلّ تفاصيل جريمة المرفأ وإنصاف أولياء الدم من ضحايا وجرحى ومواطنين فقدوا بيوتهم وأرزاقهم، فالعدالة ليست لأجل ذوي الضحايا فحسب بل لأجلِنا جميعاً، ونحن نكاد نفقد الإحساس بالأمن الداخلي أو أننا في كنف دولة أو في صحراء!". ولفت إلى أن "تعاليم كربلاء تدعو كلّ شعبٍ مظطهدٍ إلى الإنتفاضة على واقعه البائس، وتحثهُ على مواجهة الواقع الصعب بالموقف الجريء والصوت المرتفع لكن الواعي والمؤدّب لا بالفوضى المتنقلة التي تقطع الطرقات وتعتدي على الممتلكات وتطال الكرامات ولا بالخطاب أو الشعار الطائفي المقيت، فمثل هذه التصرفات تخدم أهل السُلطة وتعطيهم الذرائع لاتهام وتخوين واخماد صوت الشعب المنتفض".
وأكد صادق، أنه "حريٌّ بالشعب اللبناني، وقد ثبت له بأن الفئة والطائفة لم يدفعا عنه الحرمان والقهر والإذلال، أن يتحرّر من قيوده هذه ويرفع مستوى حبّه لوطنه ويربّي أولاده على ذلك، وإن لبنان بجماله الفريد وإرثه الإنساني والديني الغني وثقافة أبنائه وحيويتهم ونجاحهم المتألق في بلاد الإنتشار يحمل كلّ أسباب الإزدهار والتقدّم، ويكشف بلا لبسٍ أن مآسيه تعود إلى مجمل الطبقة الفاسدة التي تحكمهُ".