صدر عن السفارة البريطانية في لبنان ان"المملكة المتحدة تدعو إلى اتخاذ إجراءات عالمية عاجلة، استجابة لتقرير للأمم المتحدة نشر اليوم حول التقييم العلمي لتغير المناخ، والذي يقول إن درجة حرارة كوكب الأرض قد ارتفعت أكثر مما كان متوقعا في السابق".
وأشار الى أن هذا التقرير الجديد الذي نشره الفريق الحكومي المعني بتغير المناخ يعد بمثابة تحذير صارخ من العلماء في جميع أنحاء العالم بأن الممارسات البشرية تلحق الضرر بكوكب الأرض بمعدل ينذر بالخطر.
وحذر التقرير من أن تغير المناخ آثاره ملموسة فعلا في كل منطقة من مناطق العالم، وأنه بدون اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الاحترار العالمي، سوف تتفاقم موجات الحرارة، والأمطار الغزيرة والجفاف، وفقدان جليد المحيط المتجمد الشمالي والغطاء الثلجي والأراضي دائمة التجمد، بينما سوف تتقلص فعالية وسرعة آليات امتصاص واختزان ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
وسلط التقرير الضوء على أن البدء الفوري بخفض الانبعاثات العالمية، وصولا بها إلى الصفر بحلول منتصف القرن، سيهيء فرصة جيدة لحصر الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية على المدى الطويل، ويساعد في تجنب أسوأ الآثار الناجمة عن تغير المناخ.
وذكر ان المملكة المتحدة رائدة في هذا المجال، حيث نجحنا على مدى العقدين الأخيرين في تخليص اقتصادنا من الكربون بشكل أسرع من أي دولة أخرى في مجموعة العشرين. وإني آمل أن يكون تقرير الفريق الحكومي المعني بتغير المناخ اليوم بمثابة نداء لإيقاظ العالم حتى يبدأ الآن باتخاذ إجراءات قبل أن نلتقي في غلاسغو في نوفمبر لحضور قمة العمل المناخي 26 المهمة للغاية."
واشار الى ان في الوقت الذي يشهد فيه العالم أحوال طقس شديدة، من حرائق الغابات في أميركا الشمالية إلى الفيضانات في الصين وأنحاء أوروبا والهند وأجزاء من افريقيا، وموجات الحر في سيبيريا، كان رئيس مؤتمر العمل المناخي 26 ألوك شارما يتفاوض مع حكومات وشركات لرفع مستوى الطموح المناخي العالمي، واتخاذ إجراءات فورية للمساعدة في خفض الانبعاثات العالمية إلى النصف في العقد المقبل، والوصول بالانبعاثات إلى الصفر بحلول منتصف القرن من أجل الحفاظ على هدف ألا يتجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية بموجب ما نص عليه اتفاق باريس.
وأضاف ان الواقع أن ريادة المملكة المتحدة تتجلى في خطط واضحة لخفض انبعاثاتها بنسبة 68% بحلول عام 2030، و78% بحلول عام 2035، وهو ما سوف يؤدي إلى وصول الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050. واليوم، تتقيد نسبة تزيد عن 70% من الاقتصاد العالمي بهدف الوصول بالانبعاثات إلى الصفر - بينما كانت النسبة 30% فقط عندما تولت المملكة المتحدة رئاسة قمة العمل المناخي 26. وقد شهد شهر أيار أول اتفاق بين مجموعة الدول السبع على الوصول بالانبعاثات إلى الصفر، حيث تقدمت كل منها بهدفها لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030، وهو ما يضعها بالتالي على طريق الوصول إلى الهدف النهائي المنشود بحلول عام 2050. ومع ذلك، يظهر تقرير اليوم الحاجة الماسة إلى مزيد من الإجراءات.
واكد انه تم إحراز بعض التقدم منذ توقيع اتفاق باريس في عام 2015. فقد قدمت أكثر من 85 مساهمة محددة وطنيا، جديدة أو مجددة، حتى عام 2030، وتمثل أكثر من 110 جهة، لتحديد كيفية عمل البلدان تجاه خفض انبعاثاتها والتصدي لأزمة المناخ.
وكشفت انه في اجتماع مع العلماء في وقت لاحق اليوم (الاثنين 9 آب)، سوف يحث ألوك شارما البلدان التي لم تقدم بعد مساهماتها المحددة وطنيا، سواء جديدة أو مجددة، على تقديمها بشكل عاجل إلى جانب خططها للعمل المناخي الطموح استباقا لقمة غلاسغو الحيوية في وقت لاحق من هذا العام، ولا سيما كل الاقتصادات الرئيسية في مجموعة العشرين بصفتها مسؤولة عن أكثر من 80% من الانبعاثات العالمية.
في معرض تعليقه على التقرير، قال شارما: "العلم واضح، إذ يمكن رؤية آثار أزمة المناخ في كل أنحاء العالم، وإذا لم نتحرك الآن فسوف نستمر في مشاهدة أسوء الانعكاسات على الحياة وسبل العيش والموائل الطبيعية.
إن رسالتنا إلى كل بلد وحكومة وكل شركة وشريحة من المجتمع رسالة بسيطة. العقد المقبل عقد حاسم، استرشدوا بالعلم وتحملوا مسؤولياتكم للحفاظ على هدف أن يظل الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية.
يمكننا القيام بذلك معا، من خلال تحديد أهداف طموحة لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030، ووضع استراتيجيات طويلة الأجل مع مسار للوصول بها إلى الصفر بحلول منتصف القرن، واتخاذ إجراءات الآن لإنهاء الاعتماد على الفحم في توليد الطاقة، والتعجيل في طرح واستخدام المركبات الكهربائية، والتصدي لإزالة الغابات، وخفض انبعاثات غاز الميثان".
وقالت المؤازرة المعنية بالتكيف والصمود لرئاسة قمة العمل المناخي 26، آن ماري تريفيليان: "الواقع أن تبعات تغير المناخ تؤثر بالفعل الآن على الحياة وسبل العيش في كل أنحاء العالم، بتواتر وشدة متزايدين. وإلى جانب الحاجة إلى خفض الانبعاثات، يدق هذا التقرير ناقوس الخطر منبها لضرورة تقديم المساعدة العاجلة للمجتمعات المعرضة لآثار تغير المناخ - في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء - كي تتمكن من التكيف مع تغير المناخ وتعزيز صمودها في مواجهته.
تعتبر حماية المجتمعات الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ أولوية بالنسبة للرئاسة البريطانية لقمة العمل المناخي 26. وعلى قادة العالم الإصغاء إلى العلم، وعليهم العمل معا للتكيف مع مناخنا المتغير، وكذلك العمل على تفادي الخسائر والأضرار والحد منها ومعالجتها في المجتمعات التي تواجه آثار تغير المناخ".