ليس هناك من شك لدى المؤمنين بالله وبالدور الكبير لوالدته مريم العذراء، في مكانتها واهمية شفاعتها. ولكن البعض يفسّر خطأ الاتكال على شفاعة العذراء وعلى الله بشكل عام.
ففي لبنان مثلا، يلوم الكثيرون الله ووالدته على عدم تدخلهما لاصلاح الامور اليومية، ويعتبرون انهم كانوا مخطئين باتكالهم على الله وشفاعة والدة الاله.
ولكن فات هؤلاء ان ما يقومون به هو اقرب الى ضروب السحر وقلة المسؤولية... ليس الله ولا العذراء بأجراء عندنا، والمحبة لا تعني تلبية رغبات الآخر من دون مشاركته الفعلية في المحبة ومتطلباتها من اعمال حسّية ملموسة.
حتى محبّة الله وشفاعة العذراء لن تكفيا اذا لم نكن نحن نهتم فعلا بأنفسنا وبأخوتنا واخواتنا في المسيح وبوطننا، عندها فقط تتفاعل المحبة وتنطلق عجائبها. هذا هو المعنى الحقيقي للاتكال على الله وعلى شفاعة العذراء، وليس بالقول فقط وعند الحاجة ووفق رغبتنا ومفهومنا البشري الناقص...